كلود ليفي ستروس ... البنيوية

       إذا كانت البنيوية قد انحسرت كموضة أو كإيديولوجيا، إلا أنها بقيت  كمنهجية في البحث العلمي. فعندما تزول حركة فكرية ما فإنها لا تزول كلياً وإنما يبقى منها أفضل ما فيها، ثم ينصهر ويذوب في الحركة العامة لتاريخ الفكر. وهكذا يمكن القول بأنه لا شيء يموت كلياً، ولا شيء يولد من عدم. ولكن تعاقب الحركات الفكرية وراء بعضها البعض كالليبرالية والماركسية والظاهراتية والسريالية والوجودية والبنيوية والحداثة وما بعد الحداثة، دليل على أن الواقع أكبر من أي نظرية مهما علا شأنها وعظمت عبقرية صاحبها. فكل نظرية لا ترى من الواقع إلا جانباً واحداً ثم تتوهم أنها رأته كله وفسرته حتى استنفدته تفسيراً. ولكن الواقع خصب، غني، معقد، كثيف. وحركة الحياة لا تتوقف. وهكذا تبدو النظرية عاجزة –بعد فترة- عن مسايرة الوضع. هكذا تنشف النظرية وتجمد، وتظل الحياة مليئة... بالحياة. وكما قال غوته في كلمته الشهيرة: «رمادية» هي النظرية، يا صديقي، ووحدها شجرة الحياة تظل خضراء..



ماذا تعني البنيوية

      ما هو الشيء الجديد الذي أتت به البنيوية؟ للجواب عن هذا السؤال سوف نستعرض هنا آراء أهم المفكرين المعاصرين في هذا المجال: أي كلود ليفي ستراوس الذي يجمع الكل على أنه أب البنيوية ليس فقط على المستوى الفرنسي وإنما على الصعيد العالمي ككل. فمن هو كلود ليفي ستراوس؟

حياة ليفي ستروس 

   ولد ليفي ستراوس في عائلة بورجوازية في بدايات هذا القرن ودرس الفلسفة مثل سارتر وسيمون دوبوفوار. ولكنه تحول عنها فيما بعد لكي يتخصص في علم الاثنولوجيا (أو دراسة عادات الشعوب البدائية وتقاليدها وعقليتها). وهكذا قام برحلتين إلى البرازيل عامي 1935 و1938 وأتيح له الاطلاع على أحوال الهنود الحمر في ضواحي ساو باولو أو أريافها البعيدة. وبعد أن درس الشعوب البدائية عن كثب وبشكل ميداني كما يفعل أي عالم انثروبولوجيا عاد إلى فرنسا وهو محمَّل بالمعلومات والحكايات والأساطير العديدة. ثم اضطر للهجرة إلى نيويورك أثناء الحرب العالمية الثانية، وهناك أُتيح له اللقاء برومان جاكسون، زعيم الألسنيات البنيوية الحديثة. وكان لقاء حاسماً غيَّر مجرى حياته كما اعترف بذلك فيما بعد. فقد كشف له جاكسون على أنه تمكن دراسة المجتمع كما تُدرس اللغة. فعادات المجتمع وتقاليده هي أيضاً لغة وترمز إلى شيء آخر يقبع تحتها او خلفها هو: البنية. 

    نشأة البنيوية و مقوماتها

من هنا نتج علم السيميائيات او الدلالات بالمعنى الواسع للكلمة: أي من لغوية وغير لغوية. فالازياء لغة، والمطبخ لغة، والعادات والتقاليد المختلفة من مجتمع الى آخر لغة، واسلوب التحية والتهذيب الياباني او الفرنسي او العربي لغة، ومغازلة السيدات الباريسيات لغة تختلف عن مغازلة الفتيات العربيات ولها قواعد وأصول الخ.. لنضرب على ذلك مثلاً نظام القرابة (أو المصاهرة) السائد في مجتمع ما. فالناس يتزوجون طبقاً لقواعد أو لعادات يمكن دراستها كنظام رمزي متماسك كما تدرس اللغة. وقد طبق ليفي ستراوس هذه المنهجية البنيوية على أنظمة القرابة السائدة لدى قبائل الهنود الحمر التي زارها وعاش بينها لفترة وخرج باكتشافات مدهشة. بل وأدى إلى إحداث ثورة معرفية داخل علم الانثروبولوجيا. وهكذا صدر كتابه الكبير الأول عام 1949 بعنوان: «البنى الأولية للقرابة».

     واكتشف أن الزواج في هذه القبائل –وفي كل المجتمعات البشرية- يخضع لقواعد وقوانين صارمة دون أن يكون الناس واعين بها تماماً. وهذه القواعد تشكل لغة المجتمع في إقامة العلاقات بين أعضائه عن طريق المصاهرة. وبالتالي فيمكن دراسة هذه العلاقات الاجتماعية كما يدرس جاكبسون العلاقات البنيوية داخل اللغة. فـ«الفونيم» أو الوحدة الصوتية الأولى تشبه البنية الأولية للقرابة. والعلاقات بين عدة فونيمات (أو وحدات صوتية) هي التي تشكل المعنى داخل اللغة، مثلما أن العلاقة بين عدة أطراف هي التي تشكل نسيج النظام الاجتماعي عن طريق المصاهرة. هكذا راح ليفي ستراوس يدرس المجتمع كما يدرس عالم الألسنيات اللغة سواء بسواء. وقد اكتشف ليفي ستراوس أن هناك ثوابت (أو متغيرات) تقبع خلف التنوع الظاهري لأنظمة القرابة السائدة في مختلف المجتمعات البشرية. من هذه الثوابت حظر التزوج بالنساء القريبات جداً. فليس هناك من مجتمع في العالم سواء أكان بدائياً بسيطاً، أم حضارياً معقداً، إلا ويمنع الزواج بالخالة أو العمة ناهيك عن الأم والأخت أقرب المقربات. ومنع الزواج بالنساء المقربات هو الذي يتيح المصاهرة بين العائلات المختلفة وهو الذي يخلق شبكة العلاقات الانسانية والديناميكية الاجتماعية. وإذن فإن الزواج أو المصاهرة هي لغة يمكن دراستها بنيوياً كما تدرس الجملة أو النص اللغوي والعلاقات الداخلية التي تتحكم فيه. 

    وهكذا دعا ليفي ستراوس إلى الاستفادة من علم الألسنيات أثناء صعود البنيوية في الستينات والسبعينات. فقد أصبح العلم الرائد والطليعي بالنسبة لمختلف الباحثين. ولكنهم تطرفوا في تطبيقه بشكل شكلاني إلى درجة أنه قد حصل رد فعل ضده الآن. في الواقع إن ليفي ستراوس أراد استخدام نتائج علم الألسنيات من أجل تقديم نظرية عامة عن المجتمع بصفته نظاماً متكاملاً. أو قل إنه أراد تقديم نظرية عامة عن التواصل والتبادل. وقال بأن التواصل في المجتمع موزع على ثلاثة طوابق.

1 ـ فهناك أولاً تبادل النساء داخل المجتمع عن طريق الزواج. وهذا التبادل هو الذي يشكل شبكة العلاقات الاجتماعية الحية. وهو يتم طبقاً لقوانين القرابة والمصاهرة التي يمكن اكتشافها عن طريق الدراسة الميدانية للمجتمع. لماذا تفضل هذه العائلة المصاهرة مع تلك، وتمنع المصاهرة مع عائلة أخرى؟ الخ.. ما هي المعايير أو القوانين التي تتحكّم بكل ذلك؟ وكيف يمكن لنا أن ندرس بنية المجتمع من خلالها؟

2 ـ وهناك ثانياً تبادل الأرزاق والسلع عن طريق المتاجرة. وهذا التبادل يخضع لقوانين علم الاقتصاد التي يمكن دراستها بنيوياً أيضاً. فبنية الاقتصاد الإقطاعي أو الريفي البدائي، غير بنية الاقتصاد البورجوازي التجاري أو الصناعي..

3 ـ وهناك ثالثا تبادل الرسائل اللغوية –أو الخطابات الكلامية- ويمكن دراستها عن طريق تطبيق قواعد علم الألسنيات. فتبادل الكلام بين البشر ليس عفوياً إلى الدرجة التي نتوقعها، وإنما يخضع لقوانين غير واعية. فمثلاً قبل أن نفتح فمنا لكي نتكلم نراعي نوعية الشخص الذي نخاطبه، هل هو كبير أم صغير، مهم أم غير مهم، عدو أم صديق، غني ام فقير، الخ..

كل هذه الأنظمة الثلاثة (نظام القرابة، ونظام التبادل الاقتصادي، ونظام الخطاب) هي التي تتحكم ببنية المجتمع ككل، أو قل هي التي تشكل البنية العامة للمجتمع. ودراستها الواحدة بعد الأخرى تساعدنا على فهم بنية المجتمع. هكذا نجد أن فعاليات المجتمع تشكل أنظمة رمزية (أو شيفرات) تدرس بنيوياً كما تدرس أي لغة بشرية.

مفهوم البنيوية عند ستروس :

ولكن لكلمة «بنيوية» معنى آخر لدى ليفي ستراوس. فهو يقصد بها ثوابت الطبيعة البشرية. وهو هنا يلتقي بالمثالية الكانطية. ماذا يعني كل ذلك؟ إنه يعني أن الطبيعة البشرية واحدة على الرغم من اختلاف الأجناس والأنواع والأقوام البشرية. فعلى سطح الأرض يوجد عدد كبير من المجتمعات البشرية، الصغيرة او الكبيرة، البسيطة أو المعقدة، الزراعية او الصناعية، البدائية أو الحضارية. ولكن الإنسان هو الإنسان في كل مكان. فهو يحب ويكره، أو يغبط ويحسد، أو يصادق ويعادي في كل مكان... صحيح أنه يفعل ذلك بأشكال وصيغ مختلفة طبقاً لنوعية المجتمع ودرجة تطوره أو عدم تطوره، ولكن الحسد يبقى هو الحسد، والحب هو الحب، والحقد هو الحقد الخ... بمعنى أن هناك ثوابت للطبيعة البشرية. وتركيز ليفي ستراوس على الثوابت (أو اللامتغيرات) هو الذي جعل الآخرين يتهمونه بكره التطور، والحركة التاريخية، وحب الجمود أو التزامن الأبدي، أي بقاء المجتمع على نفس الحالة إلى أبد الآبدين. وقد حاول ليفي ستراوس أكثر من مرة الدفاع عن نفسه والقول بأنه لا يكره التاريخ ولا التطور، وأنه ليس مع الثبوت، ولكنه لم ينجح في ذلك تماماً. فهو يعتقد بوجود دوافع عميقة جداً أو لاواعية تتحكم بالروح البشرية وعقلية الانسان ويستحيل تغييرها. 

     ويعتقد أن مهمته كباحث تكمن في الكشف عن هذه الدوافع الثابتة التي تتحكم بالطبيعة البشرية في كل زمان ومكان. صحيح أن هناك عدداً لا نهائياً أو قل هائلاً من الثقافات والمجتمعات البشرية المختلفة في عاداتها وتقاليدها وأنماط حياتها. ولكن وراء هذه الاختلافات «السطحية» للبشر تربض دوافع ثابتة لا تتغير ولا تتبدل هي ما يدعوه ليفي ستراوس بمكوّنات الطبيعة البشرية او ثوابتها. فالبشر أحبوا وكرهوا وتحاربوا قبل آلاف السنين مثلما يحبون ويتحاربون الآن. وحدها الأسلحة اختلفت ولكن الدوافع بقيت واحدة. ففي السابق كانوا يتحاربون بالسيوف واليوم يتحاربون بأحدث أنواع الأسلحة من طائرات وصواريخ ودبابات. وكما كان كانط يرى بأن هناك مقولات أسبقيّة تتحكم بالعقل البشري قبل أن يتنطّح لمهمة التفكير ودراسة الواقع (كمقولة السببية، والزمان والمكان...) فإن ليفي ستراوس يعتقد بأن هناك قوانين أو إكراهات أبدية تتحكَّم بطريقة اشتغال الروح البشرية.

   ولكن الإنسان يعتقد أنه حر، وأنه يتصرف بشكل عفوي لأنه غير واع بهذه الإكراهات والقيود التي تحركه من وراء الستار او من خلف الوعي الظاهري. وليفي ستراوس يعتقد بأن الإنسان مسيَّر أكثر مما هو مخيَّر، من هنا نزعته التشاؤمية وعدم ثقته بالطبيعة البشرية. ولهذا السبب اختلف مع جان بول سارتر الذي كان ثورياً رومانطيقياً يؤمن بالإنسان وبإمكانية تغيير المجتمع نحو الأفضل باستمرار. سارتر كان يؤمن بامكانية تغيير الطبيعة البشرية، ولكن ليس ليفي ستراوس. من هنا نزعته المحافظة واليمينية التي جعلت منه خصما لسارتر اليساري التقدمي على الساحة الفرنسية.

أهم خطوات التحضير لامتحان البكالوريا

   تحقيق النجاح في البكالوريا من أهم الإنجازات التي يحصلّها الطالب باعتبار أن اجتياز هذه المرحلة هو السبيل إلى الدخول إلى الدراسات العليا و التأهل للتخصص و من ثم دخول مجال العمل و اختيار المهنة التي تناسبه.


و النجاح في هذا الاختبار المصيري يرتبط أساسا بالجهد الشخصي للطالب و رغبته في تحقيق هذا الإنجاز و إصراره على تجاوزه.

غير أن هذا الجهد الشخصي يحتاج إلى مجموعة من التوجيهات و الخطوات المساعدة التي تستمر إليها الحاجة حتى في الدراسات العليا .

الوعي بأهمية المرحلة و الامتحان:

إن أول خطوة يتوجب على الطالب أن يخطوها هو تحديد الهدف بثقة و الوعي بأهمية الوصول إلى تحقيقه و العمل على ذلك بكل ما أوتي من قوة وصبر و إصرار ليس فقط بهدف النجاح العادي و إنما برفع تحدي النجاح بتفوق و هو ما يستشعر فيه تحفيزا أكبر و مسؤولية أعظم و بدلك المجهود الأكبر يمكن بها فقط أن يتجاوز الصعاب .

الحضور الدائم للدروس و التركيز:

بعد نصب الهدف و إرادة النجاح و الرغبة الحقيقية في تحقيق التفوق في اختبار البكالوريا تأتي الخطوة الثانية من ضمن الجهد الذي ينبغي أن يبذله و وهو الحضور الدائم للدروس دون تغيب إلا بالعذر القاهر المانع و في هذه الحال ينبغي أن يستدرك ما فاته و يسأل زملائه عن الدروس التي فاته حضورها و يتجنب الثغرات في تحصيلها و فهمها.

إن حضور الدروس ينبغي أن يصحبه الانتباه و التركيز من أجل الفهم الجيد مع القيام بتدوين كل الملاحظات في أوراق فعالة بطريقة تساعد على المراجعة و رفق خريطة أو شكل يساعد العقل على الربط و الاسترجاع .

إعداد خريطة لبرنامج البكالوريا و الإلمام به:

إنه من المهم أن يكون طالب البكالوريا ملما بالبرنامج الذي سيدرسه مطلعا على تفاصيله في كل المواد و ترتيب الدروس، وأن يكون ذلك مدونا لديه في جداول يعدها في أول السنة الدراسية يتتبعها مع تقدم الدروس و ليستطيع أن يميز من خلال نوع الجهد الدراسي الذي يتطلبه كل درس من الفهم و الحفظ و التمارين والتطبيقات المناسبة له.

خطة تنظيم الدراسة و المراجعة:

إن استيعاب كم كبير من الدروس و الإحاطة ببرنامج البكالوريا يتطلب خطوة أخرى مهمة تتمثل في تنظيم الوقت و إنجاز خطط محكمة للمراجعة وفهم كل التفاصيل و إنجاز التمارين و الحفظ و لتجنب الإرهاق و الإجهاد خلال المراجعات و إنجاز الواجبات.

ينبغي إعداد جداول أسبوعية تتوزع فيها المواد وفق فترات نصف اليوم أو تناوب المواد يوما بعد يوم أخذا بعين الاعتبار تكييف المراجعات مع مواعيد الامتحانات و حسب المواد ذات الأهمية في الشعبة التي يدرسها الطالب.

ضرورة الراحة و الاسترخاء:

إن خطط المراجعة و الدراسة تتضمن يوما لتخفيف عبء المراجعة و تصفية الذهن و هو ما يتيح خطوة الرجوع إلى الوراء للالتقاط الأنفاس و اكتشاف نقاط الضعف المحتملة في عملية التحصيل و من ثم استدراكها.

أهمية تنظيم الوقت و الجهد:

إن طرق المراجعة ليست محدودة فبإمكان الطالب اختيار الطريقة المناسبة و المجدية من خلال تجريب العديد منها و تحديد الأفضل منها و الأكثر فعالية.

إلى جانب الجهد الذي يبذله طالب البكالوريا هناك التنظيم في الوقت و العمل الذي ينتهجه فجهد أقل و تنظيم أكبر سيكون له نتائجه الرائعة.

اختيار الزمان و المكان و الظروف المساعدة:

إن العمل في ظروف مناسبة ومريحة من حيث المكان و الزمان ، هو عامل مساعد و مؤثر بشكل كبير في عملية المراجعة ، فالبيئة الهادئة تتيح التركيز و الاستمرار و الارتياح لبدل جهد أكبر .

لا ينبغي إهمال فترات للراحة و الترفيه و الاسترجاع النفسي و البدني من خلال مشاهدة فيلم أو القيام بزيارات أو خرجات و لقاء الأصدقاء و الاسترخاء الذي بفضله يستعيد الطالب قدراته لانطلاقة جديدة.

النوم الكافي و الغذاء الصحي:

ولا تخفى الأهمية القصوى في التمتع بأسلوب حياة صحي ، فالصحة هي الأساس الضروري لكل عمل و لتحقيق أي هدف و طالب البكالوريا ينبغي أن يتمتع بفترات نوم كافية و غذاء صحي و ممارسة الرياضة و كل هده العناصر لها مردودها الفعال على التحصيل و الدراسة.

فائدة الدراسة ضمن فريق:

إن من الطرق المتّبعة في المراجعات طريقة العمل في فريق، إذ هناك من الطلبة من لا يستطيع العمل بمفرده إما بسبب الملل الذي يسطر عليه أثناء العمل أو بسبب الحاجة إلى بعض المساعدة في استيعاب بعض المفاهيم و الطرائق المتعلقة بالدراسة و الفهم.

و هنا ينبغي اختيار فريق جاد متكامل يوفر ظروفا مريحة و يشكل دعما حقيقيا للمواصلة و تحقيق النجاح ، و بعث روح الحماسة و المنافسة في جو من التعاون و التآزر.

عدم الانقطاع عن الأصدقاء:

إن الحاجة إلى الأصدقاء ستكون ضرورية خلال عام البكالوريا ، بالنظر إلى أهمية التحدث إليهم و الاستفادة من خبراتهم و الإحاطة بتفاصيل الدروس ، المعلمات المتعلقة بامتحانات البكالوريا و المنميات و الفوائد التي يحصلونها من خلال جهودهم الفردية الخاصة و خبراتهم.

الاستفادة من الأساتذة:

ينبغي على الطالب أن يتواصل مع أساتذته و أن يستثمر العلاقة معهم لتحصيل المساعدة منهم ،مع إظهار اهتمامك بعملك وسعيك للنجاح و التفوق و هو ما سيدفعهم لبذل الجهد لتقديم الفائدة و يد العون.

الاستئناس بالوالدين و الأسرة و دعمهم:

كما يجب أن يتواصل الطالب في مرحلة البكالوريا مع والديه و يحدثهم و بأنس إلى جانبهم مستمدا الدعم المعنوي و التشجيع و الاطمئنان بوجود السند المرافق الذي يستند على رعايته حتى تحقيق الطالب أهدافه...

و أولا و أخيرا تتحقق الأهداف بالإرادة القوية والإصرار والتوكل على الله و طلب عونه و تحسين العلاقة معه و أداء الواجبات و التقرب إليه استمدادا للقوة ة الإيمان و العون. 


الكفاية اللغوية والكفاية التخاطبية


د.محمد محمد يونس علي


يقصد بمصطلح "الكفاية" competence في الدراسات اللسانية التمكن
من اللغة والقدرة على استعمالها، وقد ارتبط هذا المصطلح باللساني المشهور نوام تشومسكي ضمن ثنائيته المشهورة "الكفاية والأداء". والفرق بين المصطلحين يبدو في أن الأول يطلق على القدرة الكامنة في ذهن متكلم اللغة على إنتاج عدد غير محدود من جمل اللغة، وفهمها، وهذا لا يتأتّى إلا إذا اشتمل الذهن على نظام من
القواعد (تشمل القواعد الصوتية، والصرفية والمعجمية، ومسردا من المفردات اللغوية يسمى "المعجم"). ويمكن اختبار هذه الكفاية اللغوية بمدى قدرة المتكلم على اكتشاف الأخطاء على المستويات اللغوية المختلفة (الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية)؛ واكتشاف مواطن اللبس في الجمل اللغوية: فكلما زادت قدرته على اكتشاف الأخطاء، والتمييز بين المعاني المتعددة دلّ ذلك على تمكنه من اللغة. أما الأداء performance فهو التحقق الفعلي للكفاية عند التخاطب باللغة. وبناء على ذلك، فإن كل أداء يستلزم انتقالا من حيّز الوجود بالقوّة إلى حيّز الوجود بالفعل بحسب المصطلحات المنطقية، أي إخراج الكامن إلى الوجود الحسي الفعلي، وتحققه تحققا عمليا.

وتستدعي ثنائية الكفاية والأداء إلى الذهن عادة ثنائية فردناند دو سوسير المعروفة بـ "اللغة langue، والكلام parole". فاللغة هي نظام من العلامات المتواضع عليها اعتباطا، ويستخدمها الفرد للتعبير عن أغراضه، والتواصل مع الآخرين. أما الكلام فهو التحقق الفعلي لتلك العلامات عند عملية التخاطب. فاللغة إذن ظاهرة اجتماعية مشتركة بين أفراد المجتمع اللغوي، في حين أن الكلام نشاط فردي. ولاشك أن لهذا التمييز بين اللغة والكلام أهمية كبيرة في الدراسات اللغوية؛ لأنه يعين على بناء تصوّر منهجي لحقيقتين مختلفتين تتعلقان باللغة. وتبدو أهمية هذا التمييز -على سبيل المثال- في أن الإلمام به يُجنبنا الاعتقاد الزائف بوجود لغة أبلغ من أخرى؛ لأن المدرك لهذا الفرق يعلم أن البلاغة (ومثلها الفصاحة) مسألة فردية، تتعلق بالكلام، وليس باللغة، وهذا يعني أنه في كل مجتمع لغوي متكلمون بلغاء، وآخرون دون ذلك. وليس للغة صلة مباشرة بالبلاغة والفصاحة، بل هي مسألة كلامية، ومثلما لايمكن أن نحسب أخطاء العازفين على السمفونية –كما يذكر دوسوسور-، فكذلك لا يمكن عزو تقصير (أو إتقان) المتكلمين على اللغة نفسها. ومن مزايا هذا التمييز أيضا أنه يمكّننا من التفريق بين معاني الجمل (التي تنتمي إلى اللغة)، ومعاني القولات (المنتمية إلى الكلام)؛ وذلك لأن ما تعنيه كلمات اللغة وجملها ليس بالضرورة مطابقا لمقاصد قولات المتكلمين. ولعلّ ما يبدو لنا من فرق بين المعنى الأصلي والمعنى المقصود في التعبيرات المجازية ما يؤكد أهمية التفريق بين اللغة والكلام. وهكذا يتضح لنا أن الجمل والمعاني مرتبطة باللغة، والقولات utterances والمرادات (أو المقاصد) متعلقة بالكلام.
وقد عرف علماء أصول الفقه الإسلامي ثنائية مشابهة لثنائيتي تشومسكي ودو سوسور المذكورتين هي ثنائية "الوضع والاستعمال". فالوضع هو عزو معنى للفظ يدل عليه، والاستعمال هو إطلاق اللفظ وإرادة المعنى الوضعي الأصلي أو معنى آخر مقترن بقرينة للدلالة عليه. فالوضع –إذن- عملية سابقة زمنيا وافتراضيا على الاستعمال، وهي من شؤون أهل اللغة، أما الاستعمال فهو عمل يقوم به المخاطِب. والوضع قد يكون فرديا جزئيا كما في تحديد معنى كلمة بعينها في اللغة، نحو أسد في دلالتها على الحيوان المفترس المعروف، وقد يكون عاما كليا يتعلق بصوغ قاعدة كلية أو بناء نمط عام لتركيب ما. وفي كل الأحوال فإن متكلم اللغة محكوم بمواضعات لغوية سابقة، وضوابط ومبادئ استعمالية تعينه على أداء عملية التخاطب بنجاح.
لاشك أن ثمة فروقا واضحة بين الثنائيات الثلاث: "الكفاية والأداء"، و"اللغة والكلام" و"الوضع والاستعمال"، منها مثلا
1- أن الكفاية مفهوم يرتبط برأي تشومسكي أن كل البنى النحوية، والمفهومية التي تجسد المعرفة اللغوية للبالغين موجودة في الأذهان منذ الولادة، كما يرتبط أيضا بفكرة تشومسكي للغة على أنها "طائفة من الجمل (المتناهية، أو غير المتناهية)، كل جملة متناهية في طولها، ومركبة من مجموعة متناهية من العناصر"( Chomsky, 1957: 13.).
وتؤول ظاهرة اللاتناهي infinity إلى القول بأن ما يحمله المتكلم في ذهنه من الجمل الممكنة أكثر بكثير من القولات التي قيلت بالفعل. وهذا يعني أن المهم في اللغة إنما هو الجانب الإبداعي غير المحدود لمعرفة المتكلم السليقي للغته. كما يعني أيضا أن الكفاية اللغوية هي التمكن من تطبيق ما يسميه تشومسكي "القواعد العمومية" التي يزود بها الإنسان بالفطرة على جمل لغة بعينها، مع مراعاة ما تقتضيه مواضعات تلك اللغة. أما اللغة عند دو سوسور فهي خزانة من المعجم والقواعد المنظمة الموجودة وجودا كامنا على نحو مستقل. ولذلك فإن عناية اللسانيين ينبغي أن تتوجه إلى ما هو موجود بالفعل وليس إلى القدرات الكامنة للمتكلمين.
2- أن الوضع عند الأصوليين لا يعادل اللغة ولكنه يرتبط بها ارتباطا وثيقا؛ لأن اللغة إنما هي نتاج لعمليات متوالية من المواضعات اللغوية (المعجمية منها والقواعدية).
3- أن الأداء عند تشومسكي والاستعمال عند الأصوليين يعبران عن الحدث في حين يقصد بالكلام عند دو سوسور نتاج الحدث، (أي أنه بتعبير النحاة من باب إطلاق اسم المصدر، وإرادة اسم المفعول).
أما البراغماتيون pragmatists فيعنون بعملية الاستعمال عناية كبيرة، بل إن كلمة pragmatics نفسها تعني "علم الاستعمال. ولذا فإن الكثير منهم يرى أن التخاطب عملية لا تخلو من إخبار، أو استفهام، أو تسمية، أو نحو ذلك مما يسمونه بأفعال الكلام speech acts . وبذلك يتطور المفهوم الجامد للكلام –كما شرحه دو سوسور – إلى عمل إيجابي يأخذ طابع الاستعمال، وهو أمر يتيح إقحام مصطلحات ديناميكية أخرى تحل محل نظائرها الجامدة في تراث دو سوسور ربما كان من أهمها استخدام مصطلح القصد intention بدلا من المعنى meaning. وأصبح موضوع الدراسة تحليل المحادثة conversation والنص بدلا من الجملة، وأضحى اللسانيون يبحثون في مبادئ (أو أصول) التخاطب principles of communication لبلوغ كنه مراد المتكلم بدلا من الاقتصار على البنى اللغوية المجردة.
وعلى الرغم من وجود تلك الفروق بين الثنائيات الثلاث: "الكفاية والأداء"، و"اللغة والكلام" و"الوضع والاستعمال" فإن الجامع بينها هو إجماعها على التمييز بين مستويين مختلفين من الوجود اللغوي: مستوى وضعي اجتماعي كامن في أذهان المجتمع اللغوي عامة، ومستوى استعمالي فردي متحقق في المقام التخاطبي.
لقد انتقدت كل ثنائية من الثنائيات الثلاث السابقة من لدن أولئك الذين يذهبون إلى أن المواضعات اللغوية لا تتم على نحو انعزالي تجريدي خارج المقامات التخاطبية، ومن هذه الانتقادات صعوبة عزو بعض السمات التخاطبية (كالمجاز، والتنغيم، ونحوها) إلى أي من هذه الثنائيات، وقد تكون الإجابة عن هذه الانتقادات أن تلك السمات تتعلق جزئيا باللغة، وتنتمي جزئيا إلى الكلام أو الاستعمال. فبينما تكون الأنماط، والمناويل والقوالب التجريدية محكومة باللغة، ترتبط تحققات تلك الأنماط المتمثلة في القولات الفعلية إلى الكلام.
وعلى أي حال، فإن ثمة شعورا متناميا بين اللسانيين والمهتمين بالتخاطب إجمالا، ولاسيما البراغماتيين منهم بأن الكفاية اللغوية وحدها ليست كافية لنجاح عمليات التفاهم اللغوي، بل لابد من وجود الكفاية التخاطبية، التي تشمل
1- معرفة المواضعات اللغوية (المعجمية منها والقواعديّة).
2- قدرة المتخاطبين على الاستنتاج المنطقي المرتبط بسمات اللغة.
3- معرفة المتخاطبين بأصول التخاطب.
ويعد كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة مصدرا ومفسرّا لنوع أو أكثر من أنواع المعنى، فالمواضعات اللغوية يستنبط منها المعنى الوضعي، كما أن لها صلات (متفاوتة القوة) باستنباط المعاني الأخرى. والاستنتاجات المنطقية ترتبط بالمعاني المنطقية، كالتضمن، والافتراض. وأصول التخاطب (أو مبادئ التعاون كما يسميها بول قرايس) تعين على استنباط المفاهيم التخاطبية، مثل مفهوم المخالفة عند الأصوليين.
فعندما تصدر الجامعة لائحة تقول: "يجوز للطلاب الخريجين في هذا الفصل أن يستعيروا أربعة كتب"، فقد ألزمت الجامعة نفسها بإعطاء الإذن لمن سيتخرج من الطلاب في هذا الفصل أن يستعير أربعة كتب، وهذا المعنى مفهوم من منطوق الكلام، ومستنبط من معاني العناصر المعجمية، والقواعدية (الصوتية والصرفية والنحوية) التي تضمنتها الجملة، بيد أن هذا المعنى ليس هو المعنى الوحيد المستمد من هذه الجملة، بل يمكننا أيضا أن نستنتج عددا من المعاني الأخرى، منها:
(1) أن لدى الجامعة طلابا خريجين في هذا الفصل.
(2) أن لدى الجامعة بشرا.
(3) أنه لا يجوز لغير الخريجين استعارة أربعة كتب.
(4) أنه لا يجوز للخريجين استعارة أكثر من أربعة كتب.
فالمعنى (1) ليس من منطوق الكلام، بل يفهم من الافتراض، وهو معنى يستنتج استنتاجا منطقيا (وإن كانت له جوانب أخرى ثقافية أحيانا)، وهو معنى قطعي، ولذا لا يجوز إبطاله دون الوقوع في تناقض: إذ لا يجوز أن يقال في لائحة الجامعة المذكورة "ليس لدينا طلاب خريجون في هذا الفصل" أو "لن يتخرج أحد في هذا الفصل" إلا بالوقوع في تناقض مع ما سبق. ومن هذا النوع من المعنى قولك: خرج الأستاذ من الفصل" الذي يفترض دخوله فيه، و"تاب صديقي عن الكذب" الذي يفترض أنه كان يكذب، و"أوقف أخي قيده في الجامعة" الذي يفترض أنه كان مسجلا فيها. وكما سبق أن أشرنا، فإن كل هذه الافتراضات هي من قبيل المعاني المنطقية التي تحتاج إلى قدرات استنتاجية لايمكن بدونها حصول التفاهم؛ ولذا فإن التمكن منها مندرج ضمن "الكفاية التخاطبية".
أما المعنى المنصوص عليه في (2) فهو من قبيل التضمن، وهو أيضا معنى منطقي قطعي لايمكن إلغاؤه إلا بالوقوع في التناقض، ولذلك لا يجوز أن يقال: "ليس لدينا بشر في الجامعة"؛ لأن كلمة "طالب" تتضمن معنى "بشر"، وكلما أثبتت كلمة "طالب" فهم منها معنى "بشر"، كما أن أي نفي للبشرية يتضمن نفي صفة "طالب".
وأما المعنيان (3) و(4) فمن قبيل المفاهيم الخِطابية، أو "التخاطبية"، التي تفهم من أصول التخاطب، وتتسم هذه المعاني بقبولها الإلغاء؛ وذلك لضعفها وظنيتها، ولذا يجوز إلغاؤها بأن يقال مثلا "كما يجوز لغيرهم أيضا"، و" بل يجوز للخريجين استعارة أكثر من أربعة كتب" دون الوقوع في تناقض. ويستنبط هذا النوع من المعنى بالاعتماد على ما يعرف بمبدأ الكم (وهو هو أصل من أصول التخاطب، ومبدأ من مبادئ التعاون)، الذي يفترض أن المتكلمين يتكلمون على قدر الحاجة، دون زبادة، أو نقصان، ومن ثمّ فيتوقع من المخاطب الذي قرأ ما سبق من لائحة الجامعة أن يفكر على النحو الآتي:
لوكان المقصود أن كل طلاب الجامعة يحق لهم استعارة أربعة كتب، لقيل "يجوز للطلاب هذا الفصل أن يستعيروا أربعة كتب"، ولكن لمّا قيّدت كلمة "الطلاب" بالخريجين، فهم من هذا القيد أن المسكوت عنهم "وهم غير الخريجين" لهم حكم مخالف، وهو أنهم لا يحق لهم استعارة أربعة كتب، ومن هنا جاءت تسمية الأصوليين لهذا المعنى بمفهوم المخالفة.
وأخيرا يمكن أن نلخص ما سبق بالقول بأن التخاطب الناجح لا يكتمل إلا بوجود نوعين من الكفاية: الكفاية اللغوية والكفاية التخاطبية، وأي اختبار يقيس قدرات الممتحن لابد أن يتضمن أسئلة تختبر تمكنه من معرفة قدر كاف من معجم اللغة وقواعدها، فضلا عن قدراته الاستنتاجية والتخاطبية.

هل مات غوتة مسلما ؟؟

صالح سلامة

تكتسي علاقة أي مفكر أو أديب غربي كبير بالإسلام، سلباً أو إيجاباً، أهمية استثنائية في تناول سيرته وأعماله من قبل الثقافتين الغربية والشرقية. ومازالت زوبعة جائزة نوبل الأخيرة ساخنة، مثلاً، وما قيل عن شاعر فرنسا المدهش رامبو الذي كان والده يعلم القرآن لأطفال اليمن ومن ثم مات هو هناك وهو يردد كلماته الأخيرة بالعربية:" الله كريم.. الله كريم". ومنذ زمن بعيد ونحن نسمع طروحات وتأويلات مختلفة عن علاقة أديب ألمانيا الكبير غوته بالإسلام. وقد تفجرت هذه القضية مؤخراً بحيث صدر عنها أكثر من كتاب في ألمانيا. ولكي نلم بالمستجد في هذا الشأن فسوف نستعرض مادتين إحداهما كتبها ناصر جبارة من برلين وأخرى وزعتها وكالة الأنباء الكويتية على بقية وكالات الأنباء.

لم يكن الأديب الألماني الأشهر يوهان فولفانغ غوته شاعراً وحسب، بل مؤلفاً مسرحياً وروائياً وعالماً. وكما تقول د. هيلدغارد شتاوسبرغ المحررة في الصحيفة الألمانية المرموقة " فرانكفورتر.." ورئيسة تحرير برامج إذاعة "صوت ألمانيا": في حياته المديدة تعلم غوته وعلم كثيراً، وعاش اشكاليات الإبداع والسلطة والمجد والحب والسعادة والألم، وتماهت هذه يتلك حتى ليتساءل المرء؛ هل كتب غوته أشعاراً أم أن حياته قد كانت قصيدة طويلة؟. وهل صاغ النصوص المسرحية أم كانت حياته دراما حافلة بالقضايا والشخصيات والأحداث؟. ويعتبر غوته من أهم أدباء ألمانيا قاطبة فهو من الذين لعبوا دوراً كبيراً في تطوير اللغة الألمانية المعاصرة من خلال أعماله الشعرية والنثرية. وأشهر أعماله (فاوست) وهو عمل طور فيه غوته إحدى الملحمات الشعبية القديمة إلى عمل جديد عكس بها أفكاره الجمالية والفلسفية متأثراً بأفكار لعدة أدباء أهمهم الإنكليزي ويليام شكسبير.

ولا تزال الأفكار القائلة بأن غوته قد اعتنق الإسلام وأُعجب كثيراً بمبادئ الدين الإسلامي موضع خلاف بين المفكرين الألمان المسلمين منهم والمسـيحيين. ووفقاً للوثائق التاريخية فقد درس غوته السيرة النبوية بكاملها وقـواعد اللغة العربية والـشعر العربي ونظم جلسات لقراءة الـقرآن في أحد قصور الدوق الألماني، كما شـوهد وهو يشارك في صـلاة الجمعة من شهر كانون الثاني في عام 1814 مع مجموعة من الجنود الروس المسلمين التابعين لحكومة روسيا القيصرية آنذاك. وتشير الوثائق ذاتها والتحليلات لأعمال أمير الشعراء الألمان غوته وأفكاره إلى أنه كان معجباً بالإسلام ولاسيما شخصية النبي محمد(ص) وبالأفكار الإسلامية ذات الطابع الصوفي.

تقول أستاذة الأدب الألماني كاتارينا موفزن في كتابها (غوته والعالم العربي) أن كتاب (ألف ليلة وليلة) قد ترك أثراً عميقاً على غوته، الذي استمع إلى حكاياته وهو طفلاً وقرأها في سنواته الأخيرة بشغف كبير. ولم يكتف باستلهام الشكل الفني الحكائي فيها وإنما تأثر أيضاً بشخصياتها ومضامينها، ففي مسرحيته الأولى (نزوة العاشق) التي كتبها وهو في السابعة عشر من عمره، لم يكتفِ باسم (أمينة) من إحدى حكايات (ألف ليلة وليلة) وإنما مضمون وهدف القصة أيضاً.

وكان لقاء غوته مع المفكر الكبير هردر في ستراسبورغ سنة 1770 ذا أثر كبير على اهتمامه بالثقافة العربية إذ لفت هردر انتباه الشاعر الشاب إلى الشعر العربي وأسدى إليه النصح في التعمق بدراسة القرآن. وفي عام 1819 صدرت الطبعة الأولى من كتاب غوته (الديوان الشرقي الغربي) حيث كلف غوته المستشرق سنفستر دو ساسي ترجمة العنوان إلى اللغة العربية وليس إلى الفارسية، كما يشير البعض، وهكذا ظهر على غلاف الديوان العنوان التالي (الديوان الشرقي للمؤلف الغربي) إلى جانب العنوان باللغة الألمانية، كما ترجم دو ساسي، إلى العربية، الثيمة الشعرية التي كتبها غوته، وهي:" يا أيها الكاتب سر إلى سيدنا الأعز، فسلم عليه بهذه الورقة التي هي أول الكتاب وآخره، يعني في المشرق وآخره في المغرب". وفي عام 1819 اهتدى غوته إلى الشاعر الفارسي حافظ الشيرازي وأعجب بأشعاره كثيراً، كما قرأ لشعراء آخرين منهم؛ الفردوسي، وجلال الدين الرومي والسعدي، واهتم أيضاً بالشعر الجاهلي، وقرأ من شعراء الجاهلية: امرئ القيس وعنترة بن شداد وعمر بن كلثوم وطرفة بن العبد.

ويقول غوته في مذكراته التي كتبها عام 1817 إنه حاول دائباً تعلم (الخط الشرقي) الذي سحره بجماله وذلك لتجاوز العقبات اللغوية ولكي يقترب أيضاً من روح اللغة العربية. وقد قسم غوته ديوانه (الديوان الشرقي الغربي) إلى اثني عشر قسماً هي:" الشادي، حافظ، الحق، التأمل، الحزن، الحكمة، تيمور، زليخة، الساقي، الأمثال، الفارسي والفردوسي".

ومن أهم الأفكار التي توصل إليها غوته هي فكرة فساد الدنيا مقابل أبدية الله، ففي قسم الحكمة يظهر مدى احترام الشاعر للإسلام، إذ يقول:" يا لحماقة البشر عندما/ يصر كل منهم على رأيه/ إذا كان الإسلام معناه/ أن نسلم أمرنا لله فعلى/ الإسلام نعيش ونموت/ .. كلنا). وقد أدرك غوته أن موضوعات (الديوان الشرقي الغربي) غريبة على القارئ الألماني فألحق بالديوان فصلاً ضخماً يتضمن معلومات قيمة عن مواضيع الديوان وعن الشعر الفارسي والأدب العربي كي يفهم القارئ قصائده فهماً أفضل. هذا وقد قرأ الشاعر غوته القرآن الكريم مرات عديدة وأعجب به إعجاباً شديداً، إذ وصفه قائلاً:" تعاليم تفصيلية عن المرغوبات والمحظورات، وحكايات رائعة مستقاة من اليهودية والمسيحية يغلب عليها الإسهاب والاستطراد، وتكرار وإطناب لا حد لهما، هذه هي السمات الرئيسية للقرآن الذي يجعلنا ـ كلما قرأنا فيه ـ نشعر بالنفور في البداية ولكنه سرعان ما يجذبنا إليه، ثم يصيبنا بالدهشة، ولا يسعنا في النهاية إلا النظر إليه بإكبار وإجلال. وأسلوب القرآن ملائم تماماً لمضمونه وفرائضه: قوي بليغ، وفي بعض المواضع رفيع سام. لا عجب إذاً أن يكون للكتاب هذا التأثير العظيم".

أما عن المعلقات الجاهلية فهو يبدي إعجابه بها في رسالة كتبها لأحد أصدقائه سنة 1783 يخبره فيها عن ظهور الترجمة الإنكليزية للمعلقات. ويعلن عن نيته في ترجمة هذه القصائد إلى الألمانية بالاشتراك مع المفكر الألماني هردر، وفي العام ذاته أنجز غوته الترجمة الأولى لمعلقة امرئ القيس الشهيرة "قفا نبكِ.." وربما لم تكن معلقة امرئ القيس المذكورة هي القصيدة الوحيدة التي ترجمها غوته إلى اللغة الألمانية، إذ يقول:" لقد قمت بترجمة عدة قصائد من المعلقات فور ظهورها باللغة الإنكليزية". ويسمي غوته الأشعار الجاهلية بـ(الكنوز الرائعة) ويقول: إن هذه الأشعار توضح لنا مكانة الثقافة العالية التي كانت قبيلة قريش تنعم بها.

يختلف بعض المفكرين الألمان المسلمين والمسيحيين حول ما إذا كان غوته قد اعتنق الإسلام لإعجابه الكبير بمبادئ الدين الإسلامي. وقد راحت مؤخراً إحدى الجماعات الإسلامية الألمانية التي تطلق على نفسها مجموعة (فايمر) نسبة لمدينة فايمر الشرقية التي أطلقت منها المجموعة تدلل على اعتناق غوته الإسلام بعدة براهين وأدلة تاريخية من خلال تحليل أعماله الأدبية والفلسفية التي كتبها على امتداد حياته الطويلة. في حين أشار أحد المهتمين بأدب غوته أن ذلك ضرب من المبالغة وأن إعجابه بالإسلام لا يعني بالضرورة أنه قد اعتنقه. وقال رئيس مجموعة (فايمر) أبو بكر ريجر في حديث لوكالة (كونا/الكويتية): أن غوته كتب مجموعة أعمال شعرية وضح فيها إعجابه بالإسلام لا سيما بشخصية الرسول محمد(ص) وبالأفكار الإسلامية ذات المنحى الصوفي.

وأضاف ريجر ـ وهو مسلم أماني سمى نفسه بالحاج أبو بكر تيمناً بأول خلفاء المسلمين ـ أن غوته الذي يعد أكبر شاعر ألماني عرفه تاريخ ألمانيا، كان يسعى إلى تعلم اللغة العربية ليقترب من الإسلام، واهتم كثيراً بدراسة الاستشراق بغرض التعرف على هذه الثقافة التي يعد الإسلام ركيزتها الأساسية. وقال: إن غوته كان يحاول أن يكتب بالعربية بنفسه من خلال التمرين الذاتي أو شراء مجموعة من أعمال الخط العربي للرومي ولحافظ وغيرهما. كما درس السيرة النبوية بكاملها وقواعد اللغة العربية والشعر العربي ومجموعة مختارة من الأدب العربي، إضافة إلى دراسة أعمال المفكر الإسلامي حافظ من خلال كتابه الشهير (الديوان).

وأضاف بأن الأدلة التي تعكس موقف غوته من الإسلام أو من اعتناقه له هي أنه كان ينظم جلسات لقراءة القرآن الكريم في أحد قصور الدوق الألماني، وتبادله لوجهات النظر مع المستشرقين الألمان حول الإسلام. ووفقاً للوثائق التاريخية فإن غوته لم يُشاهد وهو يداوم الصلاة أو يصوم أو يحج بيت الله الحرام أو يؤدي الزكاة، غير أنه شارك في صلاة الجمعة في شهر يناير/كانون الثاني من عام 1814 في مسقط رأسه في مدينة فايمر وهو يصلي مع مجموعة من الجنود الروس المسلمين.

وأضاف ريجر: ان إعجاب غوته بالإسلام قد انعكس على أعماله الأدبية حيث تطغى عليها أفكار (الوحدة الإلهية) وهي جوهر الإسلام الذي اعتمد على الإيمان بفكرة المطلق وهو الله عز جلاله. وقد وصف غوته دعوة النبي محمد(ص) بأنها كنهر بدأ كجدول صغير ثم تدرج حجمه ليتحول إلى نهر كبير يحمل في طياته تعاليم جديدة للبشرية جمعاء. وأشار إلى أن غوته قد كتب عدة رسائل يوضح فيها إعجابه بالإسلام لا سيما مع أدباء وفلاسفة ألمان مثل الشاعر فريدريك شيلر أحد أكبر أدباء ألمانيا في تلك الحقبة.

وقال أيضاً: بأن غوته يعتقد ببعض الأفكار الإسلامية مثل فكرة (القَدر) وهي فكرة من جوهر الإسلام تعتمد على الإيمان بالقضاء والقدر وأن ليس هناك أي مجال للصدفة وأن كل شيء مكتوب. وذكر بأن (مجموعة فايمر الإسلامية) قد أصدرت حكماً بأن غوته اعتنق الإسلام وأنه كان مسلماً. وقال: أن غوته قد نطق الشهادتين وهذا يكفي وفقاً لمبادئ الإسلام، وأن غوته مسلماً بما تحمل الكلمة من معنى فقد ذكر أكثر من مرة الشهادتين في أعماله الأدبية وقد جاء ذلك بسبب اعتقاده وإيمانه بها. وأكد: بأن غـوته كان متشككاً ببعض أركان الدين المسيحي مـثل؛ رمز الصليب، وعُـرف عنه أنـه كان يـرفض رفضاً تاماً فـكرة الصـليب الـمسيحي.

ومن جانبها قالت البروفسورة آنا ماري شيمل، وهي متخصصة بالعلوم الإسلامية وأستاذة سابقة في جامعة بون حول حكم جماعة فايمر الإسلامية باعتناق غوته الإسلام لكون بعض المفكرين الألمان قد صدمتهم هذه فكرة إصدار حكم تاريخي يقضي باعتناق غوته الإسلام وفقاً لأدلة وبراهين تاريخية استساغتها هذه الجماعة الإسلامية لتصل لهدفها وهو أن غوته قد مات مسلماً.

وأضافت شيمل الحاصلة على جائزة السلام الألمانية: إن من هؤلاء المفكرين الذين وقفوا ضد هذه الفكرة هي العالمة كاترينا ممزين وهي باحثة متخصصة في شؤون أدب غوته وأنها رفضت بحزم فكرة اعتناقه للإسلام. وقالت: أن فكرة غوته ضد الصليب هي صحيحة ولكن موقفه من الدين المسيحي ككل لم يكن موقفاً سلبياً. وحول ولعه بجمع الأعمال الفنية الخاصة بالخطوط الإسلامية، قالت شيمل: إن هذه الأعمال كانت تعكس خطوطاً باللغة الفارسية وكان غوته يهواها من منطلق فني وجمالي وليس رغبة بتعلم الكتابة، كما أنها لم تكن خطوط عربية.

وقالت شيمل ـ وهي مؤلفة عدة كتب عن الإسلام أشهرها كتاب (محمد ونبوته)1981 وكتاب (الإسلام)1990 ـ إن غوته كان معجباً بالإسلام بصورة تتجاوز الرؤية المتعارف عليها عن الآلام في أوربا وفي ألماني إذ أن الإسلام كان بمثابة فكر جديد وغريب على الشعوب الأوربية.

وحول نطق غوته الشهادتين قالت شيمل إنها تعتقد بأن ذلك مبالغ فيه. مبينة أن ما كتبه غوته حول ذلك لا يعني بالضرورة أنه قد اعتنق الإسلام.. وأن كتابته بعض الأشعار حول الإسلام مثل قوله:" يكون المرء مسلماً عندما يُسخر حياته ومماته للإسلام" لا تعني بالضرورة أنه قد دخل الإسلام مبينة أن في إطار هذا البيت الشعري فإن الكل مسلم إذ أن الفكرة تعكس أن البشر تحت إمرة الله، وهي فكرة عامة تؤمن بها كل الأديان السماوية.

وأضافت: من الصعب أن نقول بأن غوته قد اعتنق الإسلام ولكن يمكننا أن نسمي غوته بـ(عبد الله) إي أنه خادم رب العالمين وهي مستساغة أكثر، إذ أن غوته كان وبلا شك متعاطف مع الإسلام.

الأحلام والطموحات ودورها في تحقيق النجاح

الأحلام والطموحات ودورها في تحقيق النجاح:

    لكي تكون ناجحاً، لابد أن يكون لديك أحلام ورؤى وانفعالات وطموحات.
يجب أن تضع شيئاً ما نصب عينيك وترغب فيه بشكل جنوني. وهذا الحلم أو الهدف أو الطموح سيصبح أكثر دافع لك.
ولكي يحقق الإنسان ما يصبو إليه، يتطلب منه ذلك حماساً والتزاماً واعتزازاً ورغبة في بذل قصارى الجهد، ورغبة في مواصلة العمل لمدة أطول، ورغبة في عمل أي شيء من أجل تحقيق الهدف. ولكي تحقق ما تصبو إليه في هذه الحياة فأنت تحتاج للحافز والطاقة. قصص ونوادر كان كيث رينهارد الرئيس التنفيذي لشركة "دي. دي. بي نيدهام" يضع أمام عينيه هدفاً واحداً وهو استعادة توكيل إعلانات شركة ماكدونالدز الذي فقده في 1981.   
   
  وعلى مدى خمس عشرة سنة، أمطر رينهارد شركة ماكدونالدز بسيل من الحملات الإعلانية. كما سافر إلى معظم بلاد العالم لكي يجري اتفاقيات للقيام بإعلانات عن فروع ماكدونالدز التي اعتاد أن يقولها "راي كروك" مؤسس شركة ماكدونالدز. كما كان حريصاً على الاتصال الدائم بمندوبي تسويق منتجات ماكدونالدز. وفي عام 1991 بدأ يقابل "بول ستشارج" مدير التسويق بالشركة بشكل منتظم. وبعد خمس سنوات بدأت شركة ماكدونالدز في إعادة النظر لسياستها الإعلانية وفي النهاية، قامت بتكليف شركة "دي. دي. بي ريندهام" بالقيام بحملاتها الإعلانية. عودة جون جلين في العشرين من فبراير، قام "جون جلين" بالدوران حول الأرض ثلاث مرات على متن المركبة الفضائية "فريندشب 7"، واعتبره الكثيرون بطلاً قومياً. 

وكان دائماً يشعر بالإحباط؛ حيث أنه لم يتمكن بعد ذلك من العودة إلى الفضاء مرة أخرى. وفي عام 1996، اقترح "جون جلين" على "دانييل جولدين" مدير وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية "تاسا" بأن يوافق على عودته إلى الفضاء لإجراء الاختبارات لإثبات أن أبحاث الفضاء يمكن أن تكون مفيدة بالنسبة لكبار السن. وقد ناقش "جلين" هذه الفكرة مع المسئولين في وكالة "تاسا" أكثر من خمسين مرة خلال العامين التاليين. وفي يناير من عام 1988، أعلنت وكالة "تاسا" أن "جلين" الذي يبلغ من العمر ستة وسبعين عاماً سوف يسمح له بزيارة فضائية مرة أخرى ليثبت أن كبار السن يمكن أن يكونوا رواد فضاء. 

   *** كلما ازدادت رغبتك عمقاً في شيء ما، كلما ازداد التزامك وازداد احتمال إنجازك لما تحلم به. وعندما يكون لديك هذا الالتزام وهذه الرغبة العميقة، لأن ما تقوم به لا يعد عملاً، وما تؤديه لا يسمي وظيفة، ذلك لأنك في الحقيقة ستقوم بأشياء تحب القيام بها، ويتمنى الآخرون القيام بها بدلاً عنك. باختصار سوف تجد متعة كبيرة فيما تقوم به. نصيحة للنجاح حدد في ذهنك ما الذي تريده بالضبط ثم ابدأ في العمل على تحقيقه: ولكن المشكلة تتمثل في إيجاد الشيء الذي يطلق العنان لطموحك ويثير فيك الرغبة. لذا، دعني أطرح عليك الأسئلة التالية: 
* ما الذي تولع به أشد الولع؟ 
* ما الذي ترغب فيه أشد الرغبة؟ 
* ما الذي تحلم بالقيام به؟ 
* ما الذي تعتقد أنك ولدت لإنجازه؟ إنني ولدت من أجل _________________________ _________________________ _________________________ وإذا لم تكن قد عرفت حتى الآن الشيء الذي ترغب فيه أشد الرغبة، فلا بأس. ولا تحاول التفكير في ذلك مرة أخرى، ولكن فقط استمر في القراءة والتفكير والحلم. وعندما تعرف ماذا تريد، سوف يستغرق الأمر منك عدة سنوات وربما عمرا كاملا لكي تحقق حلمك. وهذه هي روعة الحياة. تذكـــر إن محاولة اكتشافنا للأشياء التي ولدنا من أجلها هو الذي يجعل لحياتنا معنى. قصص ونوادر بعض الناس يصلون لقمة مجدهم وعطائهم عندما يعتقد الآخرون أنهم قد فقدوا عنفوانهم مع تقدمهم في السن. وفيما يلي مثال على هذا:
* فقد كان "ونستون تشرشل" عمره 66 عاما في 1940 عندما اختير رئيسا لوزراء بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية. فقد اعتقد البعض أن حياته السياسية انتهت في يناير عام 1932. 
* وكان "راي كروك" يبلغ من العمر خمسة وخمسين عاما عندما اشتري مطاعم ماكدونالدز الصغيرة ثم حولها إلى مؤسسة كبرى.
* شاركت "فاني بلانكرز كوين" في أولمبياد 1936 عندما كانت تبلغ 18 عاما، وقد اعتبر "بلانكرز" أداء "جيسي أوين" حافزا لها، فعقدت عزمها على أن تفوز بميدالية في أولمبياد أمستردام 1940، ولكن أولمبياد عام 1940، وكذلك عام 1944 ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية. وفي أولمبياد لندن 1948، كانت "بلانكرز" تبلغ ثلاثين عاما من العمر ومتزوجة ولديها طفلان. وقد تخيلت "بلانكرز" أن أيام مجدها قد ولت، فشاركت في الأولمبياد دون أن تتوقع تحقيق أي إنجاز. وللمفاجأة فقد فازت "بلانكرز" بأربع ميداليات ذهبية في هذه الأولمبياد. كن حالمـــا كن حالما - احلم بالأشياء التي تريد أن تفعلها، والأشياء التي تريد أن تحققها. احلم بالأشياء التي تريد امتلاكها. وكلما كانت أحلامك كبيرة، كلما كانت نجاحاتك أكبر. تذكـــر أولا يجب أن تحلم بشيء، ثم تبذل قصارى جهدك لتحقيق هذا الحلم. أشرك أصدقاءك وأسرتك وزملاءك فيما تحلم به. ابحث عن الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا أعضاء معك في فريق واحد. 
ابحث عن الذين يمكنهم إمدادك بالعون والنصيحة والتشجيع. ابحث عمن سوف يقدمون لك المساعدة لتحويل أحلامك إلى حقائق واقعة، وكذلك عمن يهتمون بأحلامك مثلما تهتم أنت بها. نصيحة للنجاح ابتعد عن الأشخاص المثبطين للهمم. 
فلا تجعل الذين لا يتحمسون لك أو يساندوك يلتفون حولك، فهؤلاء لن يفعلوا لك شيئاً سوى إعادتك للوراء واستنزاف طاقتك وحماسك ويرغمونك على تضييع وقتك في إقناعهم بأنك تستطيع تحقيق ما تحلم به. كافح من أجل تحقيق التفوق والريادة في كل ما تقوم به. لكي تحول أحلامك إلى حقائق، يجب عليك أو لا أن تضع خطة لذلك -أي الخطة الرئيسية - وبعد ذلك يجب أن تبدأ في تنفيذها (وهذا ما سنناقشه في الخطوة الثانية). اذكر خمسة أشخاص سيساندونك في كفاحك من أجل تحقيق أحلامك؟ 
1_ _________________________ 2_ _________________________ 3_ _________________________ 4_ _________________________ 5_ _________________________ 

 احرص على التواصل والتحاور مع هؤلاء الأشخاص بصفة منتظمة، واجعلهم قريبين من أي شيء يحدث لك في حياتك.