الإتحاد من أجل المتوسط ...... l'Union pour la Méditerranée
ونشرت جريدة financial Times مقال لجيمس مورغان جاء فيه" أن انهيار المعسكر السوفياتي قد ترك المجال شاغرا أمام صندوق النقد الدولي ومجموعة السبعة الكبار G7 للتحكم في العالم وخلق مرحلة إمبريالية جديدة... وإن إقامة نظام عالمي جديد هي صنيعة السبعة الكبار وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية. غير أن هذا النظام يعمل ضمن نسق غير مباشر للحكم... "
لسنا هنا بحاجة إلى إعادة تقرير هذه المسلمة التي أصبحت بديهية لدى العام والخاص، ولكن بديهي أن نقيم بينها، كعلاقة جديدة تربط هذه البنيات الاجتماعية، وبين الفئات الاجتماعية في إطار البلدان السائرة في طريق النمو، مقاربة واضحة من أجل استكشاف الانعكاسات الإيجابية والسلبية التي أدت إلى بروز ظواهر اجتماعية طفت على السطح من دون أية مقاومة، وطبيعي جدا أن يهب عدد ليس بالهين من المتتبعين للشؤون العامة لهذه البلدان إلى دق ناقوس الخطر، بعد إعلانها عبر وسائل الإعلام.
إلا أن ترتيب هذه البنيات الاجتماعية ضمن هذا التنسيق الجديد في إطار نظام عالمي جديد، كلف وسيكلف القوة العظمى والقوى الثانوية الكثير من الحروب لإعادة ترتيب هذه الأقاليم وفق متطلبات السوق الجديدة، مما سينعكس على مستوى العلاقات الدولية بإفراز تكتلات اقتصادية وبالتالي سياسية تسعى إلى المساهمة في هذا الترتيب، هذه التكتلات الاقتصادية التي تتطور ضمن قوانين المنافسة التجارية الحرة والمضاربات المالية القوية، أفرزت بشكل أو بآخر، بتوجيه من المؤسسات المالية الكبرى تحالفات متنوعة من أجل البقاء على المصالح للكثير من المقاولين في نفس الوقت الذي أطاحت فيه بالعديد من المؤسسات الاقتصادية في عالمي المال والأعمال (شركات، معامل، مصانع...
هذه الوضعية الجديدة التي زلزلت كل البنى المتخلفة، واكبت التطور غير المسبوق لوسائل الاتصال السمعية البصرية ووسائل الإعلام والمعلوميات بشكل عام، والذي ساعد على تحقيق سرعة الانتقال في الحين إلى متابعة هذه التشوهات الجديدة التي يلحقها التطور العولمي في اتجاه تحقيق ما تصبو إليه القوى العظمى المعاصرة، كما واكبت في نفس الوقت الاستهانة بكل القيم والقوانين الدولية المساعدة على إبقاء ظروف الحوار والتواصل الدولي مفتوحا للعموم؛ من دونه لا يمكن للبشرية جمعاء أن تنعم بالأمن والسلام الدوليين؛ في إطار مؤسسات دولية (الأمم المتحدة، مجلس الأمن...) تحترم فيها السيادة الدولية لكل الأمم.
في ظل هذه الشروط الدولية، نمت الكثير من العلاقات بين الدول المتقاربة خاصة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وهكذا برزت إلى الوجود تكتلات أورومتوسطية، احتوت العديد من البلدان المطلة على البحر جنوبا أو شمالا أو شرقا بما في ذلك إسرائيل التي لم يكن لها وجود دولي من ذي قبل إلا في منتصف القرن الماضي. هذه التكتلات الدولية لم تأت إلا استجابة للعديد من المطالب في إطار المصالح المشتركة، مؤطرة ضمن الحوار الحضاري بين شعوب تلك البلدان في محاولة لإقناع العديد من الفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين للإنخراط في العديد من الأوراش الاقتصادية والسياسية والثقافية للإجابة عن العديد من الظواهر الاجتماعية التي استفحلت تباعا، كنتائج لهذه التطورات الرأسمالية (الهجرة السرية، الجريمة المنظمة، المخدرات، الإرهاب الدولي...).
التحرك الأوربي في جنوب المتوسط تحكمه الرؤية القائمة على أن المنطقة تمثل مجموعة من التحديات الثقافية والحضارية ,التحديات الاجتماعية ( تنامي ظاهرة الهجرة السرية والجريمة المنظمة) التحديات الأمنية ( الإرهاب العابر للحدود، تبييض الأموال وتجارة المخدرات) وتحديات البيئية( تلوث البحر الأبيض المتوسط ، نذرة المياه الصالحة للشرب الخ) وتحديات خارجية والمتمثلة في المنافسة الأمريكية على المنطقة.
كل هذه التحديات دفعت بالاتحاد الأوربي إلى البحث عن آليات جديدة للتعاون والشراكة مع الدول المتوسطية جسدها مشروع برشلونة ( 27 – 28 نوفمبر 1995) مشروع حولت من خلاله الاتحاد الأوربي الانتقال من إطار التعاون الاقتصادي والتجاري الذي كانت تضبطه البروتوكولات المالية في إطار ثنائي إلى شراكة إستراتيجية شاملة مبنية على ثلاثة أبعاد أساسية ( البعد السياسي ، البعد الاقتصاد والبعد الاجتماعي) واعتمد الاتحاد في تمويل هذه الشراكة على برامج ميدا I و II( المساعدات الأوربية لدول المتوسط).
عرف هذا البرنامج عدة عراقيل تقنية ولم يرق للنتائج الواقعية بسبب توجه مركز اهتمام السياسة الأوربية نحو التحديات الأمنية ( محاربة الهجرة السرية والجريمة المنظمة والإرهاب) بالإضافة الى الوصاية المالية التي يمارسها الإتحاد على دول الجنوب وفرض شروط قاسية لتمويل المشاريع وربطها بالتقدم في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.
من جهة أخرى فقد ضاعف من معوقات الشراكة الأوربية المتوسطية زيادة اهتمام الاتحاد الأوربي بالتوسع في شرق أوربا خصوصا بعد انضمام عشر دول سنة 2004 على حساب الدول المتوسطية وتعثر الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الضفة الجنوبية للمتوسط والثقل البيروقراطي وعجز هذه الدول على تقديم مشاريع ذات مصداقية.
وما زاد من تعقيد الشراكة اعتماد دول الاتحاد الأوربي سياسة حمائية على منتجاتها الزراعية بالإضافة إلى التنافس الحاد بين دول الجنوب خاصة في الصناعات النسيجية والألبسة.
فرغم الانجازات والتقدم الحاصل في الشراكة فقد عجزت عن انجاز الأفاق التي حددها إعلان برشلونة في أبعاده الثلاث .
على العموم فأغلب التقييمات سواء من طرف خبراء الجنوب أو الشمال لمسلسل برشلونة أظهرت الكثير من المعوقات التي تحول دون إتمام الأهداف المعلن عنها في برشلونة 1995 ، مما جعل دول الاتحاد الأوربي تستنجد بالسياسة الجديدة من اجل استكمال التجربة بدمج دول الحوض المتوسط في السياسة الجوارية الأوربية قصد انجاز الإصلاحات الداخلية المنشودة داخل هذه الدول بحيث تشترط دول الاتحاد من الدول التي تريد المشاركة في برامجها واخذ نصيبها داخل السوق الأوربية ضرورة احترام القيم السياسية ، وفي الأخير يحاول الاتحاد الأوربي إعادة بناء العلاقات بتغيير التسميات من "مسار برشلونة" إلى " الاتحاد من اجل المتوسط".
قصة الشهيدة دلال المغربي ...
عبد الوهاب المسيري : سيرة ذاتية موجزة
قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره. كما صدر كتاب من تحرير الأستاذة سوزان حرفي، الإعلامية المصرية، تحت عنوان حوارات مع الدكتور عبد الوهاب المسيرى، وهو يغطي كل الموضوعات التي تناولها الدكتور المسيرى في كتاباته ابتداءً من رؤيته في المجاز ونهاية التاريخ وانتهاءً بأفكاره عن الصهيونية.
يذكر الدكتور المسيري في هذه "الرحلة" بداية اهتمامه بالموضوع اليهودي والصهيوني، فكانت أول كتبه هو نهاية التاريخ: مقدمة لدراسة بنية الفكر الصهيوني (1972)، وصدر بعدها موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية: رؤية نقدية (1975)، كما صدر له عام 1981 كتاب من جزأين بعنوان الأيديولوجية الصهيونية: دراسة حالة في علم اجتماع المعرفة (1981). وفي هذه الفترة صدرت له عدة دراسات باللغة الإنجليزية من أهمها كتاب أرض الوعد: نقد الصهيونية السياسية (1977).
واهتمامات الدكتور المسيري الفكرية تتجاوز الموضوع الصهيوني، بل انه يعتبر موسوعته مجرد دراسة حالة، في إطار مشروعه النظري. فقد صدر له كتاب من جزئين بعنوان إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (1993)، والعالم من منـــظور غربي (2001)، والفلسفة المادية وتفكيك الإنسان (2002)، والحداثة وما بعـــد الحــــــداثة (2003)، والعلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (2002)، ورؤية معرفية في الحداثة الغربية (2006). وسيصدر له خلال هذا العام كتاب من عدة مجلدات يضم أعمال مؤتمر "حوار الحضارات والمسارات المتنوعة للمعرفة- المؤتمر الثاني للتحيز" الذي عُقد في فبراير 2007 بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة.
وقد ظل الموضوع الأدبي ("حبي الأول" كما يقول الدكتور المسيري في رحلته الفكرية) ضمن اهتماماته الأساسية. فصدر له كتاب مختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي: بعض الدراسات التاريخية والنقدية (1979) وعدة كتب بالعربية والإنجليزية في أدب المقاومة الفلسطينية، واللغة والمجاز بين التوحيد ووحدة الوجود (2002). وللدكتور المسيري ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والبراءة: سيرة شبه ذاتية شبه موضوعية (2003) وصدر للدكتور المسيري ديوان شعر وعدة قصص للأطفال. وقد صدر له عام 2007 عدة كتب فى النقد الأدبى: الملاح القديم للشاعر صمويل تايلور كوليردج: طبعة مصورة مزدوجة اللغة (عربى-إنجليزى) مع دراسة نقــدية، ودراسات فى الشــــــعر وفى الأدب والفكر.
تُرجمت بعض أعمال الدكتور المسيري إلى الإنجليزية والفارسية والتركية والبرتغالية. وسيصدر هذا العام إن شاء الله الترجمة الفرنسية والإنجليزية لسيرته الغير ذاتية والغير موضوعية، رحلتي الفكرية. كما سيصدر كتاب باللغة العربية والإنجليزية والعبرية بعنوان دراسات في الصهيونية.
وقد نال الدكتور المسيرى عدة جوائز من بينها جائزة أحسن كتاب في مـــعرض القاهرة الدولي للكتاب عام (2000) عن موسوعة اليهود واليهـــودية والصهيونية، ثم عام (2001) عن كــتاب رحلتي الفكرية، وجائزة العويس عــــــام (2002) عن مجمل إنتاجه الفكري. كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب لعام (2004). وقد نال عدة جوائز محلية وعالمية عن قصصه وعن ديوان الشعر للأطفال.
وقد تزايد الاهتمام بأعمال الدكتور المسيرى فصدرت عدة دراسات عن أعماله، من أهمها: فى عالم عبد الوهاب المسيرى: كتاب حواري من جزأين (2004)، وكتاب تكريمي بعنوان الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيرى في عيون أصدقائه ونقاده، ضمن سلسلة "علماء مكرمون" لدار الفكر بسوريا يضم أعمال مؤتمر "المسيرى: الرؤية والمنهج" الذي عُقد في المجلس الأعلى للثقافة في فبراير 2007. كما ظهر عدد خاص من مجلة أوراق فلسفية (2008) يضم دراسات العديد من العلماء والباحثين العرب في الجوانب المتعددة للدكتور عبد الوهاب المسيرى.
من طفل عادى الى أغنى رجل فى العالم " بيل غيتس "
بيل غيتسبيل غيتس كان يردد لمعلميه أنه سيصبح مليونيرا عند بلوغه الثلاثين عاما، وكانت هذه أحد المرات القليلة التي قللفيها من شأنه، اذ ان بيل أصبح بليونيرا عند بلوغه الواحد والثلاثين عاما!!! رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ورحلة المليارات تبدأ بفكرة.. واليكم رحلة بيلغيتس الذي استطاع أن يغتنم الفرص ويوظف أكفأ العقول، يركز على أهدافه، يتفوق علىالمعارضة، يتحكم بالسوق، يصدر قرارات ثابتة، يتعرف على أخطائه ليبقى في الواجهةالأمامية للعبة.
تاريخ ميكروسوفت
منذ السنوات الأولى، كان بيل غيتس يملك تركيز شديد وذاكرة قوية. فقد قرأ الموسوعة بأكملها في الثامنة من عمره. وفي مدرسة لايكسايد الثانوية، استطاع بيل غيتس أن يبز جميع أقرانه بالتفوق عليهم في الرياضيات.وعندما كان في مدرسة لايكسايد فإن بيل غيتس وصديقه بال ألان قضوا الكثير من وقتهم على جهاز Teletype موصول بجهاز كمبيوتر Pep-10 مصنوع من قبل شركة Degital Equipment Corporation. وقد كانت شركة General Electric تدير هذا الجهاز في شركة مركز الكمبيوتر، أو Computer Center Corporatio. وقد كانت لغة البيسك هي المستخدمة هناك. وقد كان غيتس وألان يحصلان على أجر مقابل تصليح وإعادة كتابة الشفرات (الأكواد) بلغة البيسك لبعض من الشركات من مثل TRQ وCCC. في خلال هذه السنوات، استطاع غيتس أن ينمي مهاراته التنافسية. قبل التخرج من الثانوية العامة، قال غيتس: "سأصنع مليوني الأول عندما أكون في الـ25 من العمر." ومن أجل التخرج من الثانوية، فإن والدة غيتس اصضطرت أن تدفع 200 دولار من أجل تمويل استخدامات غيتس للكمبيوتر بصورة مكثفة.دخل غيتس جامعة هارفارد المرموقة في عام 1973 ميلادية. ألان أصبح طالبا في جامعة WAshington State ولكنه لم يكمل دراسته هناك. ثم رافق ألان زميله غيتس في بوسطن وعمل كمبرمج في شركة هوني ويل. عندما ترك ألان مدرسته الثانوية، فإنه كان ينوي أن ينشأ شركة. وعندما كان غيتس في هارفارد، فإنه كان يمضي ساعات طويلة متواصلة (تصل أحيانا إلى 36 ساعة) في مختبر الكمبيوتر بالجامعة. وكان يعتمد على الكولا والبيتزا لكي يبقيه صاحيا. وفي عام 1975 ترك غيتس جامعته قبل أن ينهيها وترك بوسطن مع صديقه ألان.ثم قرأ الصديقان إعلان عن ألتير 8080، أول جهاز كمبيوتر صغير صُنع من قبل شركة MITS. فاتصلا بإيد روبرتس، وهو مالك شركة MITS وأخبراه بأنهما قد قاما بتطوير برنامج يسمح ببرمجة جهاز ألتير 8080 بلغة البيسك. فاهتم روبرتس بهذا المشروع. ثم قام الصديقان بتطوير المشروع لمدة 8 أسابيع نهارا وليلا. لم يكن لديهما جهاز ألتير 8080 فلذلك قاما بتطوير المشروع على جهاز انتل 8080. وبسبب ضيق الوقت، فإنهما كانا يكتبان الـBoot Strap في أثناء الرحلة على متن الطائرة إلى مركز شركة MITS من أجل التحدث مع روبرتس. ونجحا في الاختبار ووقعا على اتفاقية من أجل ترخيص برنامجهما (الذي سمي بMicrosoft BASIC) لشركة MITS. قال غيتس: "عندما وصلت إلى موقع الشركة MITS فإني اضطررت أن آخذ مقدم الأتعاب منهم من أجل دفع فاتورة الفندق فإن رحلة الطائرة أخذت كل مالنا."وفي يوليو 1975 أنشأ غيتس شراكة مع زميله ألان، وسميا الشركة الجديدة ب"ميكروسوفت". وكان الهدف من هذه الشركة هو تطوير لغاب برمجة لألتير وبقية شركات الكمبيوتر. وافتتحا العمليات في مدينة سياتل بأمريكا. وقد طور غيتس أيضا Disk BASIC لألتير. ثم عرض غيتس على روبرتس أن يبيعه BASIC بقيمة 6,500 دولار لأن الجميع كان يقرصن برنامجه، إلا أن روبرتس رفض.تأسست شركة مايكروسوفت في العام 1975 م كشركة لتسويق معالجات بيسك واشتهرت شركة مايكروسوفت بهذا المنتج نظراً لجودته وتسابقت باقي الشركات لتزويد السوق بمعالجات بيسك المتوافقة مع معالج بيسك من شركة مايكروسوفت. نتيجة تكالب الشركات في السباق آنف الذّكر، أصبح معالج بيسك والمُنتج من قِبل شركة ميكروسوفت بمثابة المقياس في معالجات بيسك وهيمنت شركة مايكروسوفت على سوق معالجات بيسك وقام كل من بيل غايتس وبول آلان بتسجيل الماركة التجارية "مايكروسوفت" في 26 نوفمبر 1976.
أسرار الألوان -2 -
قصة حصان طروادة
ياعيل ليرر: فليسقط الجدار!
سمع العرب باسمها حين أطلقت عام 2001 «دار أندلس» التي قدّمت الأدب العربي المعاصر باللغة العبريّة. من هي هذه المثقفة والمناضلة الإسرائيليّة التي فضّلت أجواء الناصرة وحيفا العربية على أرقى أحياء تل أبيب؟ لا تكاد ياعيل ليرر تأخذ مكانها إلى جانب الطاولة الصغيرة في مقهى «فتوش» العربي في حيفا، حتّى تقف مجدداً لتحيّة صديق عربي، ثم تعيد الكرّة للسلام على صديقة عربية في الجوار. تبدو محرجة وتعتذر لأنّ اللقاء الصحافي لا يسير بالوتيرة المطلوبة: «ماذا تريد؟ أنا في حيفا، في «فتوش»، لم تكن هناك إمكانية ثانية لإجراء هذا الحوار».
ربما يكون انعدام الإمكانية الثانية رمزياً بالنسبة إلى ليرر، ليس في جلستها في «فتوش» فحسب، بل في حياتها كلّها. فصاحبة «دار أندلس» للنشر التي تعنى بترجمة الأدب العربي الى اللغة العبرية، اختارت الإمكانية الثانية الأقل طبيعية لها كيهودية مثقفة، تسكن في أحد أرقى أحياء شمال تل أبيب التي تُعتبر رمز النخبة الأشكنازية البيضاء في إسرائيل. كان يمكن تلك المرأة الموهوبة والمثقّفة أن تحظى بحياة سهلة ومريحة في بيئتها النخبوية، وعلى مستوى الدولة أيضاً. إلا أن ليرر اختارت الرواية الفلسطينية بدلاً من الصهيونية، اختارت أجواء الناصرة وأحياء حيفا العربية على تل أبيب، اختارت «التجمع الوطني الديموقراطي» على «العمل» أو «كديما»...
«السياسة كانت مدخلي إلى الأدب والثقافة العربيين»، تقول ليرر التي بدأت ناشطة في حركة «ميثاق المساواة» التي أسسها عزمي بشارة عام 1991، وأيضاً في حركة «كامبوس» الطالبية اليسارية في جامعة تل أبيب. في هذا الإطار اختارت أن تتعلّم العربية لتفادي «فرض اللغة العبرية على اجتماعات معظم أعضائها من العرب!». وحين تأسّس حزب «التجمع الوطني الديموقراطي» عام 1995، كانت ليرر من مناضلات الساعة الأولى. ثم عملت مساعدة برلمانية للنائب عزمي بشارة في الكنيست حتى عام 2000: «بعد خمس سنوات من العمل اليومي إلى جانبه في البرلمان، قررت أن أترك لأني لم أعد أحتمل. العضو العربي في البرلمان الإسرائيلي في حالة مواجهة دائمة ويومية مع العنصرية الإسرائيلية. كان ذلك صعباً عليّ». من هنا ينبع ارتباط ليرر بالمشروع القومي الحداثوي لدى فلسطينيي 48. ومن هنا أيضاً خصوصية مشروعها السياسي والثقافي والحياتي في الدولة العبرية.
عندها قررت إطلاق «دار أندلس» لترجمة الأدب العربي المعاصر إلى لغة العدوّ، فأثارت الخطوة ضجّة كبرى في العالم العربي... وواجهها كثير من الكتّاب والمثقفين بصفتها خطوة تطبيعيّة، قبل أن يكتشفوا خلفيات المشروع، وخيارات مؤسسته ومديرته السياسية والفكريّة والأخلاقيّة. ترجمت الدار 22 عملاً تمثل أبرز التجارب في الأدب العربي المعاصر، من إلياس خوري وإبراهيم عبد المجيد إلى محمد برادة ومحمد شكري. ودافع مثقفون كبار عن المشروع، فكتب الراحل إدوارد سعيد حينذاك: «أليست ترجمة الأدب العربي إلى العبرية وسيلة لدخول الحياة الإسرائيلية ثقافياً وإحراز تأثير إيجابي فيها، وتغيير أفكار الناس من الشهوة للدم إلى الإدراك العقلاني؟... وخصوصاً أن هذا يجري على يد ناشرة إسرائيلية تريد مشروعها احتجاجاً على السياسة الهمجية الإسرائيلية بحق العرب». واجهت ياعيل ليرر تحدّياً كبيراً في محاولة فهم مناهضة التطبيع الثقافي مع إسرائيل، ودعمها: «أنا مناهضة للصهيونية وللاحتلال وللتطبيع مع الاحتلال. لكن السؤال يبقى كيف سنعيش معاً. صحيح، يوجد عرب وفلسطينيون يقولون إنّه يمكن بناء الجدار على الخط الأخضر وليكن الإسرائيليون جزءاً من أوروبا وانتهى الموضوع. لكنّ الحل المفضّل لي، ويبدو أنّه المفضل لدى الكثير من الفلسطينيين، وخصوصاً عرب 48، أن يعيش اليهود هنا بلا جدار عبر احترام حقوقهم الفردية والجماعية، وبينها حق تقرير المصير».
لكنّ ليرر تعارض شعار «دولتين لشعبين»: «لطالما سألت نفسي أيّ شعبين يقصدون؟ هل في مثل هذا الإطار سيتحول عرب 48 جزءاً من الشعب الإسرائيلي؟ وبما أنّ إقامة دولة فلسطينية دائمة في حدود 67 صارت غير ممكنة، يجب أن يكون الخطاب مختلفاً: خطاب واضح ضد الجدار والفصل العنصري. ولأنّنا في إسرائيل نعيش «أبرتايد» (نظام تمييز عنصري)، ينبغي لنضالنا أن يكون موجّهاً ضده. ما يهمّ هو الحياة المشتركة بين أبناء هذه البلاد عبر مساواة حقيقيّة واحترام جميع الحقوق، ومنها حق العودة. وهذا الأمر يصعب تحقيقه وسط هذه الجدران والأسيجة. لا بد من انهيار الجدار». وترى ليرر أنّ على العالم أن يوضح لإسرائيل بأنّ ممارساتها غير شرعية، وبأنها لا يمكن أن تستمر في سياستها وتكون جزءاً من المجتمع الدولي. وتضيف: «المقاطعة الأكاديمية والثقافية تهدف أيضاً إلى دفع المثقفين الإسرائيليين نحو معارضة الاحتلال. فالدعوة تتمحور حول مقاطعة أولئك الذين لا يعارضون الاحتلال، ولا يدعمون كامل حقوق الشعب الفلسطيني. لا بد من دفع كل «المعارضين الهادئين» للاحتلال إلى التزام موقف واضح». ثم تستدرك: «لكن يجب أن نتذكّر أنّ المقاطعة هي في النهاية آلية وليست ديناً».
وتعترف ليرر بصعوبة رسم الحدود الواضحة بين المشاريع التطبيعية والمشاريع المشتركة الشرعية الأخرى: «يكفي أن تدخل موقع الخارجية الإسرائيلية. يقولون لك كم التطبيع مهم بالنسبة إليهم. لديّ مشكلة مع كل مواطن إسرائيلي، عربي ويهودي، يتعاون مع الخارجية الإسرائيلية التي تريد أن تحوّلنا جنوداً عندها». ثم تلاحظ أنّ هذا ليس سهلاً، فالكثير من العرب واليهود اليساريين في فلسطين التاريخيّة، يتعاملون مع وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر برامج وبيانات دولية، من دون فحص تبعات هذا العمل والمنافع التي تعود بها على البروباغندا الإسرائيلية التي تتباهى على الملأ بتوفير منصات ليهود وعرب مناهضين لسياساتها لكونها «الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط». وتتابع ليرر: «لكن هل يجوز أن نقاطع عملاً مثل فيلم المخرج جوليانو مر ــــــ خميس (ابن المناضلة اليهودية اليسارية آرنا مر والشيوعي العريق صليبا خميس)؟ إيليا سليمان بنفسه احتجّ على حملات المقاطعة التي طاولت الفيلم المذكور».
خلال حوارنا، كانت تقول «نحن» عن الفلسطينيين، و«هم» عن الإسرائيليين واليهود. هل صارت فلسطينية أكثر من الفلسطينيين؟ تجيب بشكل قاطع: «ولدتُ يهودية وإسرائيلية، وبهذا المعنى أنا مسؤولة عن ممارسات دولتي. أنا الاحتلال! كل ما أقوله عن التطبيع والمقاومة أقوله من هذا المنطلق، ولا أسمح لنفسي بأن أعطي الدروس للآخرين، وأنا في مثل هذا الموقع الصعب».
«دار أندلس»: يا زمان الوصل...
وُلدت ياعيل ليرر في تل أبيب وتخصّصت في الثقافة الإسرائيلية والفكر النقدي والدراسات النسوية وتاريخ الفكر. درست اللغة العربية في الجامعة الأميركية في القاهرة. وفي عام 2002، أسّست دار «أندلس» للنشر. ومن يومها، أصدرت 22 كتاباً من الأدب العربي المترجم إلى العبرية. ويحيل اسم الدار إلى العصر الذهبي بالنسبة إلى اللغتين العربية والعبرية، في الأندلس التي شهدت ازدهاراً للتفاعل الحضاري وحركة الترجمة بين اللغتين.
تضع «الأندلس» نصب عينيها ترجمة الأدب العربي العصري والكلاسيكي، الكتابة التوثيقية، الفنون، الشعر، المسرح، الفكر والنقد. لكن حجم انتشار كتبها ظلّ حتى اليوم محدوداً، بضع مئات لكل إصدار جديد، شذّ عنها كتاب «باب الشمس» لإلياس خوري الذي فاقت مبيعاته 4,000 نسخة، ووصل عدد المشتركين في إسرائيل إلى 150 مشتركاً لا غير، على رغم التغطية الاعلامية الواسعة والنقد الإيجابي، ما يشير للأسف إلى درجة الفضول الحقيقية في المجتمع الاسرائيلي إلى العرب وقضاياهم!
من الترجمات التي صدرت عن «دار أندلس»: «الخبز الحافي» لمحمد شكري، «قصائد» لطه محمد علي، «عرس الزين» للطيب الصالح؛ «باب الشمس» و«يالو» لإلياس خوري، «حجر الضحك» لهدى بركات، «لماذا تركت الحصان وحيداً» و«جدارية» لمحمود درويش، «أكنس الشمس عن السطوح» لحنان الشيخ، و«البئر الأولى» لجبرا إبراهيم جبرا...إختراق المواقع و طرق الوقاية .....( 1 )
إذا كنت مستخدماً عادياً، فستنتقل بسرعة، غالباً، من حالة الصدمة والاندهاش، إلى حالة السخرية من الموقع والجهة التي يمثلها! أما إذا كنت مشرفاً على هذا الموقع، أو مسؤولاً عن الشبكة التي ينتمي إليها، فنتوقع أن يؤدي مزيج المشاعر التي ستنتابك، إلى تصبب العرق منك بغزارة.. لأنك ستكون أنت، موضع السخرية!
حدث الموقفان السابقان ملايين المرات، خلال شهر فبراير/ شباط الفائت.. فقد وقعت عشرات من عمليات اختراق مزودات ويب، نفذتها جموعات مختلفة من المخترقين في مناطق عديدة من العالم. وهدف بعضها إلى تشويه مواقع ويب (defacement)، وذلك بتغيير الصفحة الرئيسية فيها، وتَمثّل بعضها الآخر في هجمات حجب الخدمة الموزعة DDoS (distributed denial of service)، التي هدفت، كما أشار المحللون، إلى تدمير شبكة إنترنت بالكامل! وكانت مواقع ويب حكومية عربية، ضحية عدد كبير نسبياً من تلك العمليات. وقد تتبع فريق DIT بعضها، وقت حدوثها تتكرر عمليات التشويه بشكل يومي، تقريباً، في عدد كبير جداً من مواقع ويب، إلا أن الأمر الذي لفت الانتباه إليها في هذه الفترة تحديداً، هو ترافقها مع عمليات الاختراق التي أصابت أكبر مواقع إنترنت العالمية، على شكل هجمات حجب الخدمة. لكن، كيف حدثت هذه الهجمات والتشويهات؟ ومن وراءها؟ وما هي أهدافها؟
تشويه مواقع ويب :
هل شاهدت أفلاماً سينمائية قديمة، تدور أحداثها حول عمليات القرصنة البحرية، التي كانت تتم في القرون الماضية؟ ربما كان أكثر المشاهد بروزاً في هذه الأفلام، هو مشهد إنزال علم السفينة التجارية، ورفع علم القراصنة (المكون من عظام وجمجمة) مكانه، للدلالة على السيطرة والنصر!
يوجد تشابه كبير، بين عمليات تشويه مواقع ويب (defacement)، ومشهد إنزال علم دولة معينة، عن السفينة، ورفع علم القراصنة كانه، حيث أن عملية التشويه، في أغلب الأحيان، ليست سوى تغيير الصفحة الرئيسية للموقع، بصفحة أخرى، يعلن المخترق فيها انتصاره على نظام مزود ويب، والإجراءات الأمنية للشبكة، ويقصد من ورائها إبراز قدراته التقنية، وإعلان تحديه للمشرفين على نظم مزودات ويب، ليثبت لنفسه، أو لغيره، امتلاكه المقدرة التقنية على كسر نظام الحماية في هذه المزودات، الأمر الذي يتطلب معرفة معمقة، لطريقة عمل إنترنت، وبروتوكولات التشبيك، وأنظمة التشغيل المختلفة التي تعمل عليها مزودات ويب. وتتضمن الصفحة الجديدة أحياناً، رسالة يرغب الشخص الذي قام بعملية التشويه إيصالها للعالم. وقد تتضمن هذه الرسالة اعتراضاً منه على حالة سياسية أو اجتماعية، أو صرخة يريد إيصالها، إلى كل من يزور هذا الموقع!
وتقتصر الأضرار التي تتسبب بها عمليات تشويه مواقع ويب، على الإضرار بسمعة الجهة المالكة للموقع، حيث يتم تغيير الصفحة الرئيسية فقط من الموقع، بصفحة HTML من تصميم المخترق، الذي يقتصر هدفه، كما ذكرنا، على إيصال رسالته إلى العالم عبر الموقع. ولا يلجأ المخترقون، عادةً، في عمليات التشويه إلى تدمير محتويات الموقع، حيث يمكنك في أغلب المواقع التي تتعرض لعمليات التشويه، الوصول إلى جميع صفحات المكونة الموقع، إذا كنت تعلم عنوان الصفحة كاملاً.
يتبع المخترقون أساليب عدة، في عمليات تشويه صفحات ويب. وتختلف هذه الأساليب من موقع إلى آخر، بناءً على نوع نظام التشغيل، ومزود ويب الذي يعتمد عليه الموقع. ونوضح هنا، أكثر هذه الأساليب انتشاراً:
1 الدخول بهوية مخفية (anonymous)، عبر منفذ بروتوكول FTP: تمكن هذه الطريقة، في بعض الحالات، المخترق من الحصول على ملف كلمة الدخول المشفرة، الخاصة بأحد المشرفين على الشبكة، أو من يملكون حق تعديل محتويات الموقع، والعمل على فك تشفيرها، حيث يتم إرسال كلمة السر مشفرة في مختلف المزودات. لكن هذه الشيفرة، تظهر في بعض المزودات، ضمن ملف كلمة السر، ويظلل البعض الآخر من المزودات، هذه الكلمة بعد تشفيرها (أي يظهر حرف x مكان كل رمز من الكلمة المشفرة). وتصعب الحالة الأخيرة على المخترقين، عملية كسر الشيفرة.
ويلجأ المخترقون، بعد الحصول على ملف كلمة السر، إلى استخدام برامج خاصة لتخمين كلمات السر. ومن أكثر هذه البرامج انتشاراً: Cracker Jack، وJohn The Ripper، وJack The Ripper، و Brute Force Cracker. وتعمل هذه البرامج على تجربة جميع الاحتمالات الممكنة لكلمة السر، من حروف وأرقام ورموز، لكنها تستغرق وقتاً أطول في التوصل إلى هذه الكلمة، إذا احتوت على عدد أكبر من الرموز. وقد تصل الفترة التي تتطلبها هذه البرامج، للتوصل إلى كلمة السر، إلى سنوات، بناءً على عدد الرموز المستخدمة، والنظام المستخدم في عمليات التخمين. وننصح باستخدام كلمة سر طويلة نسبياً، وتغييرها خلال فترات متقاربة، للتقليل من احتمال توصل أحد المخترقين إليها. فمن شأن حصول المخترق على كلمة السر الخاصة لأحد المشرفين، السماح له بالدخول إلى مزود ويب، وتغيير الصفحة الرئيسية.
2 استغلال الثغرات الأمنية في مزودات ويب، وأنظمة التشغيل:لا يخلو أي نظام تشغيل، أو مزود ويب، من ثغرات أمنية تعرض مستخدميه لخطر الاختراق، ويعمل المطورون بشكل مستمر، على سد هذه الثغرات، كلما اكتشفت. ويستغل الهكرة هذه الثغرات الأمنية في عمليات الاختراق، إلى أن تجد الشركة المصممة للنظام، الحل المناسب لها. وتبقى بعض الثغرات متاحة لفترة طويلة حتى يتم اكتشافها، وذلك لأن أغلب هذه الثغرات يكتشفها الهكرة، الذين لا يعلنون عنها بسرعة، ليتمكنوا من استغلالها فترة أطول! وننصح لذلك، جميع مدراء ومشرفي الشبكات، بمتابعة مواقع الشركات المصممة لنظم التشغيل، ومزودات ويب، للاطلاع على آخر ما تم التوصل إليه من ثغرات أمنية، وجلب برامج الترقيع (patches) لها، حيث تحرص هذه الشركات على تقديم مثل هذه البرامج بأسرع وقت ممكن. يمكنك الاطلاع على آخر .
3 استخدام بروتوكول Telnet: تسمح كثير من الثغرات الأمنية في الأنظمة المختلفة، سواء كانت يونكس، أو ويندوز، أو غيرها، باستخدام تطبيقات تعتمد على بروتوكول Telnet، الذي يسمح بالوصول إلى أجهزة الكمبيوتر عن بعد، وتنفيذ الأوامر عليها. ويمكن استخدام هذا البروتوكول للدخول إلى مزودات ويب، وتغيير الصفحات فيها.
تاريخ عمليات تشويه صفحات ويب :
بلغ عدد عمليات تشويه صفحات ويب، التي رصدت في أنحاء العالم منذ العام 1995، وحتى الآن، حوالي 5000 عملية، توزعت على مختلف مواقع ويب، التي تملك أسماء نطاقات تجارية (com وnet، وorg)، ونطاقات محلية في جميع دول العالم تقريباً. وتشير الدراسات، إلى أن حوالي 20 في المائة من عمليات التشويه، تتم يوم الأحد. ويرجح السبب في ذلك، إلى أن تغيير الصفحة الرئيسية في موقع معين يوم العطلة الأسبوعية (في معظم دول العالم)، يضمن بقاء التغيير أطول مدة ممكنة، إلى أن يعود مدير الشبكة وموظفو الشركات، من إجازتهم، ويرجعوا الصفحة الأصلية للموقع، إلى ما كانت.
وحدثت أوائل عمليات التشويه في العالم، العام 1995، ولم تتعدَ في ذلك الوقت، أربع عمليات. وتلتها 18 عملية العام 1996، و28 عملية سنة 1997، ثم تضاعفت العام 1998، عشر مرات، ليصل العدد إلى 233 عملية. وانتشرت حمى تشويه مواقع إنترنت سنة 1999، ليتضاعف عددها حوالي 15 مرة، وليبلغ 3699 عملية تشويه في مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنها 16 عملية تمت على مواقع محلية في الدول العربية!
وكانت المواقع المحلية البرازيلية، أكثر دول العالم إصابة بعمليات التشويه، وبلغ عدد العمليات فيها، 178 عملية، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية، التي بلغ عدد العمليات فيها 126 عملية.
وجدير بالذكر أن كثيراً من عمليات التشويه، مرت بدون أن يذاع صيتها، فلم تدخل ضمن هذه الإحصائيات. ويتوقع لذلك، أن يكون عدد عمليات التشويه الفعلية التي تمت، أكبر من العدد المذكور!
هجمات حجب خدمة: الهدف.. تدمير إنترنت!
"الوصول إلى هذا الموقع، غير ممكن!"
قد تعني الرسالة السابقة أن الموقع الذي تحاول أن تزوره، تعرض لهجمات حجب الخدمة، خاصة إذا كان واحداً من المواقع الكبرى، التي يعني ظهور مثل هذه الرسالة في موقعها، خسارة عشرات الآلاف من الدولارات!
يكمن الفرق بين عمليات التشويه، وبين هجمات حجب الخدمة DoS (denial of service)، أن الأولى تتم عن طريق اختراق مزودات ويب، وتتم الثانية عن طريق توجيه جهة معينة، حزم بيانات شبكية بصورة كثيفة جداً، إلى هذه المزودات، بهدف إيقافها عن العمل. ويعتبر القيام بمثل هذه الهجمات سهلاً للغاية، حيث يوجد عدد كبير من البرامج التي يمكن استخدامها لتوجيه الطلبات والحزم الشبكية إلى هدف محدد، كموقع إنترنت، أو عنوان IP.
اعتمدت أولى هجمات حجب الخدمة، التي ظهرت في العالم، على توجيه طلبات كثيفة باستخدام بروتوكول رسائل التحكم بإنترنت ICMP (Internet Control Message Protocol)، الذي يسمح بتبادل رسائل التحكم، والتعامل مع رسائل الخطأ، بين مزودات ويب. وتحدث هذه الهجمات اليوم، باستخدام منافذ بروتوكولات TCP، وUDP، بالإضافة إلى ICMP، في تسليط سيل من الرزم الشبكية إلى مزودات معينة، عبر أوامر، مثل Ping. ومن أشهر الهجمات، تلك التي تستخدم نوع الهجوم المعروف باسم WinNuke، والتي تسلط سيلاً من الحزم الشبكية عبر المنفذ 139 من نظام NetBIOS، الذي يسمح بتحاور التطبيقات الموجودة على الأجهزة المرتبطة بالشبكة.
وتوجد بالإضافة إلى ما سبق، عشرات الطرق التي يمكن اتباعها لدفع الحزم أو الطلبات الشبكية، إلى مزودات معينة، لإيقافها عن العمل، سواء كانت مزودات ويب، أو مزودات بريد إلكتروني، أو أي مزود يمكنه أن يستقبل الحزم الشبكية. وتعرف أنواع هذه الهجمات، بأسماء غريبة، منها: SYN، وSmurf، و Floods، وLand، وPing Bomb، وPing O'Death، وFraggle، بالإضافة إلى Winnuke، المذكور سابقاً. والأمر الذي يزيد الطين بلة، بالإضافة إلى سهولة القيام بمثل هذه الهجمات، هو أن توقعها، أو صدها صعب جداً! لكن ما دوافع هذه الهجمات؟!