موقع Youtube أرشيف إنساني بصري

  

   لم تجد مجلة «تايم» الأميركية الشهيرة كلمات لوصف موقع «يوتيوب» You Tube على الإنترنت سوى القول أنه: «أهم اكتشاف في عالم الإنترنت... وقوة عابرة للحدود ولوسائل الإعلام... والموقع الأكثر تأثيراً في الثقافة الشعبية، وخصوصاً في الشباب، في كل مكان تصل اليه ثورة المعلومات على الكوكب». وقبل أشهر قليلة، أبرم محرك البحث «غوغل» Google، وهو الأكثر استخداماً على الإنترنت، صفقة لشراء ذلك الموقع مقابل 1.65 بليون دولار. وبدت تلك الصفقة مدهشة، بالنظر الى «صغر سن» موقع «يوتيوب»، الذي هو مساحة مفتوحة لتبادل أشرطة الفيديو التي يصنعها الجمهور بوسائل مختلفة، وخصوصاً أشرطة الخليوي. فقد تأسّس عام 2005 كشركة خاصة، سرعان ما اصبحت قادرة على تغيير موازين قوى الإعلام العام.




   ورَفَد الموقع الإعلامي الالكتروني بسيول من أفلام الفيديو، يفوق عددها راهناً 70 مليون شريط. وتساهم تلك الأفلام في إغناء صفحات المدونين الالكترونيين (البلوغرز) ومنتديات الحوار على الشبكة الالكترونية، من خلال تقديم عروض حيّة وأحداث يومية، إضافة إلى إعلانات الترويج ومواد الدعاية وبرامج الموسيقى ومواد الترفيه وغيرها مما يُبث عبر الشبكة الدولية للمعلومات مجاناً، ومن دون حواجز جغرافية أو سياسية أو عقائدية. وخلال أقل من سنتين بعد انطلاقته، بات «يوتيوب» من أكثر المواقع الالكترونية إثارة للجدال، لا سيما في الاوساط السياسية والحكومية التي أقدم بعضها، كحال تركيا وتايلاند والصين، على منع الجمهور من الوصول إليه. وعمدت بعض السلطات الرسمية، وعلى غرارها مجموعة من شركات الموسيقى والمعلوماتية، إلى إقامة دعاوى قضائية ضد ذلك الموقع، لأسباب تراوحت بين الاعتداء على حقوق المؤلفين والناشرين وبين انتهاك الحرمات الاخلاقية وتهديد سلامة الأمن العسكري والوطني!


تناقضات البنتاغون

  في خطوة اعتبرت أولى من نوعها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية في تاريخ 18 ايار (مايو) 2007، عن اتخاذ اجراءات صارمة تحظر على جنودها في افغانستان والعراق، والذين يستخدمون الشبكات العسكرية، من تصفح 13 موقعاً الكترونيا،ً بينها «يوتيوب».

وبرّر البنتاغون تلك الخطوة بدواع تتعلق بالحفاظ على الأمن القومي وحماية المعلومات وتقليل الضغط على شبكات وزارة الدفاع. وصرح الناطق باسم البنتاغون الليوتنانت جيفري غوردن أن هذه الاجراءات تهدف أساساً إلى تجنب إثقال الشبكة العسكرية للجيش الأميركي بمواد كبيرة الحجم، مثل تلك التي تكون عليها الصور وأفلام الفيديو، التي تتوافر من طريق الإنترنت. كما بيّن أن هذا الحظر يحول دون إصابة أنظمة المعلوماتية الأميركية بالفيروسات المُدمّرة، ويؤمن بالتالي سرعة نظام التشغيل وسلامته. كما أعلن أن الحظر يستثني الجنود الذين يتصلون بالإنترنت مباشرة، من دون المرور بالشبكة العسكرية للبنتاغون.


 عقلية البروباغندا تواجه أشرطة الإنترنت

 في تعامله القلق مع موقع «يوتيوب»، لم تقف وزارة الدفاع الاميركية عند التقييد والمنع، بل تجاوز ذلك إلى نوع من التشجيع «الانتقائي» لاستخدام ذلك الموقع عينه! وفكّرت في استغلال شهرة الموقع المتسارعة، لنشر مواد بصرية-مسموعة تتلاءم مع الصورة التي تريد رسمها للجيش الأميركي، وخصوصاً لقواته في العراق وافغانستان.

ففي تقرير بثته محطة «آيه بي سي» الأميركية، في وقت قريب من الإعلان عن الحظر المُشار اليه أعلاه، جاء: «إن الجيش الأميركي نقل معركة العراق إلى موقع «يوتيوب» للفت الانتباه إلى الجوانب الايجابية التي تتحقق على يد الأميركيين وحلفائهم في تلك البلاد». ويتطابق محتوى ذلك التقرير مع تصريحات الكولونيل كريستوفر جارفر، الناطق الرسمي باسم القوات الأميركية في العراق وجاء فيها أن اللجوء إلى ذلك الموقع: «بات ضرورة قصوى... إن المطلوب هو استخدام «يوتيوب» لمواجهة الجماعات الاسلامية المتشددة التي تدأب على استخدام الإنترنت، وتبث أفلاماً لرهائن ولهجمات على القوات الأميركية... إن ذلك (نشر أفلام البنتاغون على «يوتيوب») يُساهم أيضاً في تخفيف موجة التشكيك في الدور الأميركي في العراق». وأضاف: «إن موقع «يوتيوب» قفز خلال الشهرين الأخيرين إلى المرتبة 16 بين القنوات الأكثر جماهيرية على «الويب»، إذ يُشاهده يومياً ملايين الأشخاص».


ويبدو واضحاً ان دخول الجيش الأميركي إلى الفضاء الافتراضي يهدف الى ترويج بروباغندا مغايرة لما يجري على أرض الواقع في العراق، ولإخراج الرأي العام الأميركي من صور العمليات التي تستهدف جنوده وآلياته، من خلال بث مشاهد انسانية يلتقطها المصورون العسكريون ويعلقون عليها ثم يرسلونها عبر الإنترنت. وتتضمن تلك المواد مشاهد لجنود أميركيين يوزعون الهدايا وكرات القدم للأطفال، ويقدمون الخدمات الطبية للمرضى من المدنيين وغيرهم. ومن الملاحظ أن القادة الأميركيين يشجعون جنودهم على المساهمة في مثل هذه اللقطات ويتركون للجمهور حرية التعليق عليها. وفي رأي غوردن نفسه، فإن مجمل ردود الفعل على ما يُرسل من صور وأشرطة فيديو: «إيجابي بمعدل 80 إلى 90 في المئة». واستثنى من ذلك التقويم بعض الاصوات المُعترضة التي وصفها بأنها: «تندرج في خانة الدعاية ضمن معركة كسب القلوب والعقول».

 مدونات مخالفة تتغذى من «يوتيوب»

 يصعب النقاش في موقع «يوتيوب» من دون الحديث عن علاقته بالمُدوّنات الالكترونية («بلوغز»)، التي تتغذى من أشرطة «يوتيوب»، كما تبث اليها مواد مرئية-مسموعة أيضاً، في علاقة تفاعلية لافتة. وهكذا، انعكس موقف البنتاغون «المتناقض» من «يوتيوب» على المدوّنات الرقمية للجنود الاميركيين في العراق. فخلافاً لما يروّجه الإعلام العسكري الأميركي، اعترف أحد الجنود السابقين في العراق (كولبي بازل، من مشاهير «البلوغرز») على صفحة من مُدوّنته بأن: «الطريقة التي نتصدى بها لنفوذ الجماعات المتشددة كان بطيئاً، واكتسابنا ثقة العراقيين كان هزيلاً إلى حد كبير».

ولكثرة الطلب على ما كتبه في مُدوّنته، جمع بازل ما كتبه عن العراق في كتاب تُرجم إلى 7 لغات عالمية، وصدر أخيراً تحت عنوان «الحرب التي خضتها لقتل الوقت في العراق». وتضمن الكتاب يومياته عن مجريات الحرب في العراق وفظاعتها، وكذلك الخوف المقيم في نفوس الجنود الأميركيين، والعنف المفرط في التعامل مع المدنيين المناهضين للاحتلال وغيرها. وفي مكان آخر من ذلك الكتاب، ورد ما يلي: «تخرج في مهمة بحث وتعود وتجلس امام الكومبيوتر وتكتب ليس للآخرين وحسب، وانما لنفسك ايضاً... ربما لقتل الوقت أيضاً». وجاء في مدوّنة لجندي آخر يدعى بيل روجيو ورد: «انفجار سيارة في العراق... مقتل 30 شخصاً وجرح 10... مقتل جنديين أميركيين... فرار احد الجنود مذعوراً وهو يصيح «حرب قذرة ارجو ان تنتهي بسرعة»... لقد صوّر بعضنا هذه الأمور ونشروها على «يوتيوب»، فمن سيراها»؟

لعل الطريقة التي تُحفظ فيها المواد الرقمية بأنواعها، تُعطي ذلك الموقع الكثير من القوة. فمن المعلوم أن الملفات الرقمية تُحفظ في أرشيفات يسهل الرجوع اليها دوماً.

وعندما تتراكم مواد بصرية في موقع بعينه، ويكون مفتوحاً أمام الجمهور، يشبه ذلك عرضاً متواصلاً للأحداث لتلك الأفلام. وأضاف هذا الأمر الكثير من القوة الى «يوتيوب». فمثلاً، وفي سياق علاقة الموقع بالحرب على العراق، لا تزال الكثير من المشاهد المُدوية الشهرة محفوظة في ذلك الموقع. وهكذا، عادت مشاهد إلى الأعين مرة اخرى؛ وربما الأصح انها لم تختف، على رغم أن الأولى كانت الأشهر: إنها مشاهد التعذيب في سجن «أبو غريب». وتقيم تلك المشاهد راهناً في موقع «يوتيوب»، بعدما التقطتها كاميرا في خليوي لأحد الجنود الأميركيين. وحين نُشرت للمرة الأولى، هزّت تلك المشاهد العالم. طرحت مسألة «المبرر الاخلاقي» للحرب.

وعلى رغم تكرارها، ما زالت قوتها تضرب أعين من يستعيدها في موقع «يوتيوب». وتظهر تلك الصور، الآن كما سابقاً، وكأنها انتهاك بكر. صفاقة من نفاق عام جعل الرأي العام، غرباً وشرقاً، يعامل تلك الصور وكأنها انتهاك لحرمة لم يقترب منها احد. تلك كانت كذبة اخرى. ففي ذروة عصر الإعلام المندمج بالاتصالات، الذي يرسمه التلفزيون الفضائي المندمج بالبث الالكتروني بالزمن الحي المباشر Real Time Communications، ظلت الذاكرة نائمة. لكنها باتت في يقظة رقمية متأهبة في أرشيف «يوتيوب». وللمقارنة، يمكن التذكير بأن شاشات التلفزة العالمية لم تنبش ارشيفاتها، حين انفجرت فضيحة «ابو غريب»، للحصول على صور قرية «مايا لاي» الفيتنامية مثلاً، حيث تبدت اخلاق الجيش الديموقراطي العقلاني، في صور لا تنسى. لم تكن صور «ابوغريب» انتهاكاً بكراً للأعين، ولا للبث المتلفز للحروب في زمن الحداثة، لكن النفاق كان عميماً، وباتساع البث المتطور الذي يلف الكرة الارضية. وكذلك تؤكد الصور ان الامر يتعلق بثقافة الجنود الذين قطعوا اكثر من نصف الكرة الارضية، ليغزوا بلداً عالمثالثياً، ويقدموا له صور من الحرية والحداثة الغربية والديموقراطية وغيرها.


 «بلوغرز» تتجدد بمواد «ميلتي ميديا»

    يبدو أن الصحافة، وخصوصاً العربية، ستلاقي صعوبات متواصلة في منافستها مستقبلاً مع صفحات «بلوغرز» التي باتت أكثر غنى، بفضل تفاعلها إيجاباً مع موقع «يوتيوب».

وباتت المُدوّنات الالكترونية تضج بمواد اعلامية متنوعة متعددة الوسائط «ميلتي ميديا»، اضافة إلى ما تحتويه من مواد. ترفع هذه الامور من مستوى المنافسة مع الصحافة الورقية المكتوبة، وتحتم عليها التفكير ملياً بالاثار المتعددة إعلامياً للصفحات «بلوغرز». وفي مثال عربي لافت، أطلق «يوتيوب» أفلام الخليوي التي صورت مشاهد التعذيب في بعض مراكز الشرطة المصرية. وسرعان ما تلقفتها صفحات المُدوّنين الالكترونيين المصريين، الذين زادوا من انتشار تلك الأفلام أيضاً. وأدى الأمر إلى ضجة إعلامية، ما زالت أصداؤها تتوالى.

وللتذكير، يطلق تعبير «بلوغرز» على المذكرات الإلكترونية التي يصنعها الأفراد على الإنترنت، ويعبرون فيها عن آرائهم الفردية في ما يجري حولهم، تاركين مجالاً لمن يريد التعليق والرد.

وقد باتت بسرعة مصدراً مفضلاً للاخبار التي لا تخضع لقواعد عمل المؤسسات الإعلامية (تلفزيون وصحافة وراديو) المختلفة.

وحدث تطور غير متوقع ادى الى انفجار تلك الظاهرة عالمياً. ففي خضم الحرب الأميركية على العراق، لجأ شاب عراقي إلى نشر يومياته ومشاهداته على صفحة شخصية في الإنترنت. وسرعان ما حازت صفحة الـ «بلوغر» العراقي «سلام ريبورت» شهرة عالمية.

   مع توسع ظاهرة «بلوغرز»، التي يمارسها آلاف من الشباب العرب، تبدو الإنترنت وكأنها على وشك تحقيق احدى اهم وعودها: رفع صوت الافراد فوق صوت المؤسسات. الارجح ان هذا «الحلم» لم يتحقق بعد. ويحتاج الامر إلى نقاش متشعب ومعمق لرصد هذا الامر. يوجد في العالم العربي الآلاف من الـ «بلوغرز». يعملون في ظل صمت عميق. فمن غير المبالغ فيه القول ان ظاهرة «بلوغرز» لم تدرس بتعمق كاف على مستوى الإعلام العربي، بدءاً من الصحافة المكتوبة وانتهاء بالتلفزة. ويعطي الامر مثالاً آخر عن مدى تلكؤ الظواهر المستقرة في التفاعل مع نفسها! وراهناً، مع الصعود المتواصل لموقع «يوتيوب»، بات الأمر أشد صعوبة أمام الصحافة التقليدية. فهل يقرع اندماج «يوتيوب» وأشرطته المثيرة مع ظاهرة «بلوغرز الجرس امام الصحافة الورقية للتفكير في هويتها ودورها ومكانها في عالم يتغيّر فيه مفهوم الإعلام العام بصورة جذرية؟

العمل في شركة Google

   عندما بدأت غوغل العمل قامت بتوظيف 600 خبير وعالم رياضيات ليعملوا على مدارالساعة على تطوير المعادلات الرياضية المستخدمة في البحث على الإنترنت وبالتالي رفع فعالية استخدام المحرك، واليوم لا توظف غوغل إلا خريجي الجامعات الكبرى مثل MIT وغيرها من خبراء التكنولوجيا والرياضيات والهندسة بمختلف أنواعها، ولأنها تعتمد على الموظفين اعتماداً كلياً في استمرار تقدمها على منافسيها، أولت غوغل راحة الموظفين وتلبية احتياجاتهم أهمية قصوى تصدرت مؤخراً الدراسة التي قامت بها مجلة Fortune الأميركية حول أفضل مئة شركة للعمل فيها وحصلت على المركز الأول بلا منازع.

  ففي حرم الشركة الذي يقع في ولاية كاليفورنيا تتوفر جميع احتياجات الإنسان، حيث ينتشر في أرجائه 11 مقهى ومطعماً يقدمون مختلف أنواع المأكولات للموظفين مجاناً وطوال النهار، ولقد أخذت إدارة المطاعم والمقاهي في عين الاعتبار الموظفين النباتيين وأولئك الذين يبحثون عن الأكل العضوي والذين يتبعون حمية معينة، لذلك يجد الموظف في هذه المطاعم جميع ما يشتهي ويرغب من مأكولات.
 وفي حرم الشركة أيضاً تنتشر حمامات السباحة والصالات الرياضية وصالات الألعاب الإلكترونية والبلياردو وغيرها من وسائل ترفيهية يرتادها الموظفون بين الفينة والأخرى، ففي غوغل لا توجد هناك ساعات معينة للعمل، والإنتاجية تقاس بالنتائج وليس بالحضور والانصراف على الوقت ، كما تقدم غوغل خدمات الغسيل والكوي مجاناً للموظفين ، وهناك حلاقين ومراكز تجميل ومحلات للتدليك والعلاج الطبيعي بالإضافة إلى مراكز لتعليم لغات أجنبية كالمندرين واليابانية والإسبانية والفرنسية،  وذهبت غوغل إلى أبعد من ذلك، فوفرت مكتباً يقدم خدمات شخصية للموظفين كحجز غداء للموظف وزوجته في أحد مطاعم المدينة... كل هذا مجاناً.

    وفي غوغل يولي المسؤولون صحة الأفراد الشخصية أهمية بالغة ، فهناك عيادات طبية متوفرة للموظفين مجاناً ، وهناك دراجات تعمل بالكهرباء للموظفين حتى يتنقلوا من مكان إلى آخر داخل حرم الشركة بسهولة ويسر، كما قامت الشركة بتزويد الحافلات التي تنقل الموظفين من منازلهم إلى مقر الشركة بشبكة إنترنت لاسلكية حتى يستطيع الموظف أن يستخدم كمبيوتره المحمول داخل الحافلة ، وهي فكرة أتت بها إحدى الموظفات التي استغربت من ردة فعل المسؤولين الذين ما إن سمعوا بالفكرة حتى طبقوها دون نقاش أو دراسة ، وهو أمر لم تعهده هذه الموظفة في الشركات التي عملت بها من قبل.

    وحتى يشعر الموظفون بأنهم يعملون في بيئة أشبه ببيوتهم ، فإن غوغل تسمح لهم باصطحاب كلابهم إلى العمل بشرط ألا تقوم هذه الكلاب بإزعاج الموظفين وألا يكون لدى أحد الموظفين حساسية تجاهها ، فشكوى واحدة كفيلة بترحيل الكلب إلى البيت ولكن دون المساس بالموظف أو بحقوقه في الشركة . وكجزء من مشاركتها واهتماما بالحفاظ على البيئة فإن غوغل تقدم مساعدات قيمتها خمسة آلاف دولار للموظفين الراغبين في شراء سيارات تعمل بالطاقة البديلة.

   وفي غوغل إذا قام موظف ما بترشيح شخص جيد لإحدى الوظائف الشاغرة في الشركة وتم توظفيه فإنه يحصل على مكافأة قيمتها ألفا دولار ، وكمبادرة لطيفة من الشركة فإنها تعطي كل موظف رزق بمولود جديد خمسمئة دولار عند خروج طفله من المستشفى حتى يستطيع أن يشتري مستلزماته الأولية دون قلق .

    وفي غوغل ليس هناك زي رسمي، فالموظف حر فيما يرتديه أثناء العمل ، حتى وصل الحال ببعض الموظفين أن يعملوا بلباس النوم البيجاما ، وهو أمر غير مستغرب من أناس يفضل بعضهم النوم في مكتبه الذي جهز بغرفة خاصة لذلك بالرغم من أن إدارة الشركة تشجع الموظفين على الموازنة بين حياتهم الشخصية والعملية.

   وأجمل ما في غوغل هو تكريم المتميزين والمبدعين ، فكل من يأتي بفكرة قابلة للتطبيق يمنح مبلغاً مالياً ضخماً وعددا كبيراً من أسهم الشركة التي تشتهر بالربحية العالية في وول ستريت ، فقبل سنة قامت موظفة تبلغ من العمر 27 عاماً بتطوير برنامج يخول متصفح غوغل البحث في ملفات الكمبيوتر الشخصي للمتصفح ، وبعد أن تم تطبيق الفكرة كرمت الموظفة في حفل بهيج ومنحت مليون دولار مكافأة لها على فكرتها المتميزة ، وفي ردة فعل قالت الموظفة لوسائل الإعلام إنها تعدهم بأنها لن تعمل في شركة أخرى غير غوغل.

   يقول أحد المسؤولين في غوغل بأن إدارة الشركة تواجه صعوبات في إقناع الموظفين لمغادرة مكاتبهم في المساء والذهاب إلى بيوتهم ، فهم يحبون عملهم أكثر من أي شيء آخر، وبالرغم من أن هذا الأمر يكلف الشركة أموالاً إدارية طائلة كاستخدام الكهرباء والمأكولات وغيرها ، إلا أن الشركة ترفض تقليص الصرف على هذه الجوانب فراحة موظفيها هي أهم شيء بالنسبة لها. 

  بدأت غوغل قبل ثماني سنوات تقريباً بتمويل قيمته مليون دولار ، واليوم تبلغ قيمة غوغل السوقية 150 مليار دولار ، وهي على الرغم من ذلك لازالت تعمل بنفس الروح والثقافة المؤسسية التي كانت تعمل بها قبل ثماني سنوات، حتى أصبح مشاهير العالم كرئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر والفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2006 محمد يونس وغيرهم يفدون على حرم الشركة ليتزودوا بالطاقة الإنسانية التي تنبع من موظفي غوغل الشغوفين بالإبداع والابتكار.

  في مقابلة مع بعض موظفي غوغل قالت إحدى الموظفات: “حتى لو لم تدفع لي غوغل راتباً شهرياً فإنني سأظل أعمل فيها”..

"المافيا" أسرار و حقائق


     المافيا جهاز معقد للغاية يبدأ تكوينه بما يسمى بـ"العائلة" كما شاهدنا في الكثير من الأعمال  السينمائية، وهي عبارة عن مجموعة من الأشخاص يجمعهم رابط معين كرابطة الدم، الصداقة، النسب .. أو حتى المدينة أحياناً، ويتزعمها عادةً أقوى الأفراد شخصية وأجدرهم بالقيادة، ويتم اختياره بموافقة باقي الأفراد.



  البناء التنظيمي للمافيا


Bos/Don "الرئيس أو الدون" : رأس العائلة وأقوى أفرادها ويمثل رأس السلطة الهرمية ، وهو منفصل عنالعمليات الفعلية بعدة طبقات من السلطة، كما أنه يتلقى جزء من أرباح كل عملية يقوم بها كل فرد منأفراد الأسرة.

 الرئيس يتم اختياره بالتصويت من رؤساء المجموعات -UnderBoss"المساعد" : عادة يقوم الرئيس بتعيينه ، وهو " الرجل الثاني" في العائلة ، وهو يعد الكابتنالمسئول عن بقية " كباتن " العائلة تحت رئاسة الرئيس ، وهو الرجل الذي يتقدم للرئاسة في حالة سجنالرئيس.


Consigliere "مستشار العائلة" : يعمل كمسؤول استماع والمكلف بالتوسط في نزاعات الأسرة ، كما أنه

يهتم بالجانب الإقتصادي " للأعمال " وهم عادة رجال عصابات قليلي الشهرة والذين يمكن الوثوق بهم ،يحاولون الحفاظ على صورة العائلة تبدو قانونية قدر الإمكان ، وهم على قدر كبير من القانونية بغض النظر عن المقامرة على نطاق ضيق أو الاحتيال للحصول على المال.


Capo " كابتن او كابو " : هو قائد مسئول عن مجموعة ، هناك عادة من 4-6 مجموعات في كل عائلة ،كل منها تتكون من عدد من الجنود يصل إلى 10 . الكابتن يدير شئون عائلاته الصغيرة ، ولكن يجب أن يتبعالأوامر التي يضعها الرئيس ، وكذلك أن يدفعوا له حصة من مكاسبهم . الكباتن يتم ترشيحهم من قبلالمساعد أو الرجل الثاني ولكن في الأصل يختارهم الرئيس نفسه.


 - Soldier " الجندي " : هم من أعضاء الأسرة " المصنوعين " أي لا ينتمون مباشرة للعائلة ولكن يمكن فقطأن يكونوا من أصل إيطالي أو صقلي ، وهم يبدأون منتسبين أو مساعدين أثبتوا أنفسهم ، والكابتن هو منيرشح الجندي الجديد وعادة يكون الجندي بعد قبوله في مجموعة الكابتن الذي رشحه.


- Associate " المساعد الخارجي " : ليس اعضاءاً في العائلة ، وإنما يقومون بمهام محددة ، ويقومون أحياًناً بدور الوسيط أو يبيعون المخدرات لدرء الخطر عن الأعضاء الفعليين . الغير إيطاليين لا يمكن أن يصلوا لأكثر من ذلك بالنسبة للعائلة.


   دموية الزعماء

 

تاريخ زعماء المافيا يشهد لهم بالدموية من أجل التحكم والسيطرة ومن أشهرهم "كيرليوني" أكبر  زعماء المافيا على الإطلاق، وأكثرهم دموية في تاريخ المنظمة، فقد قام عام 1938 بالتخطيط لاغتيال جميع زعماء المافيا، وأتم ذلك بنجاح في يوم واحد، وتربع بعدها على عرش المافيا الإيطالية.

ولتصفية زعماء المافيا بعضهم بعضاً سجل طويل، فقد اغتيل الزعيم المفيوزي "سلفادور مارانزانو" على يدزعيم آخر هو "لاكي لوتشيانو". 
ولا يخلو تاريخهم أيضا من النساء فقد ساهمت "نينيتا باغريلا" زوجة أحد

زعماء المافيا في التخطيط لأكثر العمليات دموية وفظاعة ووحشية في تاريخ المافيا ومن بين الأسماءأيضا "آل كابوني" وهو الأشهر بين زعماء المافيا حتى الآن .. والذي عاش من 1899-1947 وكانت نهايتهعلى يد ضابط فيدرالي نجح بإدانته بالتهرب من الضرائب .

ميزانية دولة


تقترب أرباحها اليوم من ميزانيات الكثير من دول العالم . غير أن الجرائم المنظمة تغيرت طبيعتها في الفترةالأخيرة واتخذت شكلاً في غاية الدقة والتعقيد بسبب تعقيد النشاط الاقتصادي في العالم بشكل عام .وقدأصبحت المافيا وعالم الجريمة المنظمة محوراً للعديد من الأعمال السينمائية والأدبية وحيكت حولها الكثير منالحكايات والأساطير. 
وبرغم كل المحاولات المبذولة للقضاء عليها في الكثير من الدول ، لا يزال تأثيرها القويعلى الساحة السياسية، والاقتصادية العالمية والإيطالية خاصة بشكل يقلق الساسة والشعوب على حدسواء.

 

واليوم تستخدم كلمة المافيا مجازاً للدلالة على أقصى درجات الإجرام تنظيماً ووحشية مثل المافياالروسية والمافيا اليابانية الياكوزا . وينتظم حوالي 6 آلاف إيطالي أمريكي يشاركون في الجريمة المنظمة فيشبكة عصابات إقليمية تسمى العائلات وتشارك هذه المنظمات في العديد من النشاطات غير القانونية مثلالمقامرة، والدعارة، وبيع المخدرات، والربا . 
 ويقدر المسؤولون عن القانون أن هذه العائلات تكسب حوالي 50 بليون دولار أمريكي سنويًا من هذه النشاطات الإجرامية . ويعتقدون أنها أصبحت تمارس كثيرًا من الأنشطة المشروعة، بجانب أنشطتها غير القانونية "غسيل الأموال" . 

أشهر ضحايا المافيا


أما أشهر ضحايا المافيا فمن بينهم القاضيان الإيطاليان الشهيران جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو ومئات الضباط والقضاة والمحامين. وتجد الشرطة الإيطالية صعوبة في الحصول على أي معلومة حول المافيا من سكان الجنوب الإيطالي، بل إن هناك كتابات حائطية تشيد بالمافيا مثل عبارة "تحيا المافيا".


 ورغم ضعف التأييد الشعبي للمافيا، فإن الجنوب يعتبر معقلا حصينا للعصابات المافيوزية، بسبب الفقر واختلال الموازين مع الشمال، وارتفاع نسبة البطالة بين أبناء الجنوب الإيطالي، ما يحولهم إلى أنصار للمافيا.

 ولا ينسى العالم اغتيال بابلو سكوبار لاعب كرة القدم الكولومبي بعد إحرازه هدف في فريقه عن طريق الخطأ حيث تم اغتياله أثناء خروجه من مطعم بعد أن تناول وجبة العشاء على يد المافيا ظنا منهم أنه كان يلعب لحساب جهة أخرى لأنهم كانوا يقامرون على فوز المنتخب الكولومبي في هذه المباراة .