خط النسخ أو الخط النسخي هو واحد من أهم وأجمل الخطوط العربية الستة التي تميزت بالدقة والجمال والوضوح. وقد عُرف بعدة تسميات عبر التاريخ مثل البديع والمقوّر والمدوّر، وكلها تشير إلى صفاته الجمالية التي تجمع بين الرصانة والبساطة في آن واحد. سُمّي بهذا الاسم لأن النُسّاخ كانوا يعتمدونه في كتابة الكتب والمخطوطات، وخاصة القرآن الكريم والكتب العلمية والأدبية، لما يمتاز به من سهولة القراءة ووضوح الحروف وتناسقها.
نشأ خط النسخ في العصر العباسي على يد الخطاط الكبير ابن مقلة في القرن الرابع الهجري، الذي وضع له القواعد الأولى القائمة على النسب الهندسية بين الحروف، ثم جاء بعده ابن البواب وياقوت المستعصمي فأتما تطويره وأبدعا في زخرفته وتنظيمه. يمتاز هذا الخط بأن حروفه مستقيمة وواضحة، تخلو من التعقيد والزخرفة المفرطة، كما تتسم كتابته بالاستدارة والاعتدال، مما يجعله الأنسب للطباعة والنشر الحديث في الكتب والصحف.
يُستخدم خط النسخ اليوم في المطابع والمصاحف والوثائق الرسمية والمناهج الدراسية، ويُعد من أكثر الخطوط العربية انتشارًا في العالم الإسلامي. كما يُعد من الخطوط التعليمية الأساسية التي يبدأ بها المتعلمون دروس الخط العربي، نظرًا إلى وضوح قواعده وسهولة تطبيقها. وهكذا، فإن خط النسخ يمثل جسرًا بين الفن والوظيفة، يجمع بين جمال التكوين ودقة التعبير، ليبقى شاهدًا على عبقرية الخط العربي وتطوره عبر العصور.
.webp)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق